المغرب ألغى ديون «23» من الدول الإفريقية الأقل
نمو
حوار- عبدالله راشد
صحيفة الراية
أكد سعادة السيد محمد بن عيسى وزير الشؤون الخارجية والتعاون في
المملكة المغربية ان بلاده بادرت بإلغاء ديونها لدى 23 دولة
افريقية من الدول الاقل نموا وفي الوقت الذي يحدد فيه حجم تلك
الديون الملغاة الى انه قدرها بملايين الدولارات‚
واوضح ان المغرب فتح كذلك اسواقه لمنتجات تلك الدول دون جمارك
لمساعدتها في مساعيها التنموية داعيا الى الاستفادة من هذه
التجربة‚
وفي الوقت الذي اوضح فيه اهمية قمة الدوحة التي تعقد اليوم الا انه
اكد انه نفى وجود آليات منظمة لتنفيذ مقررات القمة‚ لافتا الى انه
منذ اعتماد بيان هافانا في عام 2000 لم يتحقق شيء‚
وأشار الى انه من ابرز معوقات اتحاد المغرب العربي الخلاف المغربي
ـ الجزائري حول قضية الصحراء‚ داعيا الى نبذ الخلافات جانبا والعمل
على دعم وتفعيل ما يتم الاتفاق عليه ولم يستبعد انعقاد القمة
المغاربية خلال السنتين الى الثلاث السنوات المقبلة‚
وكشف ان اجتماع وزراء الخارجية العرب الطارىء كان تشاوريا وناقش
موضوعا واحدا على جدول اعماله يتعلق بإصلاح الامم المتحدة‚ خصوصا
ما يتعلق بالمقاعد الدائمة في مجلس الامن‚ ونفى في الوقت ذاته ان
يكون تم طرح اسم دول معينة لشغل تلك المقاعد‚ مضيفا كما تبادلنا
التشاور لتأمين مقعد دائم للدول العربية والاسلامية في المجلس‚
وفيما يلي تفاصيل الحوار:
ما ابرز تطلعاتكم في المغرب من هذه القمة؟
ـ ما نقله سعادة الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني النائب الأول لرئيس
الوزراء وزير الخارجية القطري في خطابه في افتتاح اجتماع وزراء
الخارجية لمجموعة الـ 77 والصين يعكس حقيقة الواقع فمنذ اعتماد خطة
او بيان هافانا في عام 2000 بعد القمة الاولى للمجموعة لم يتحقق
شيء‚
وهذا امر مؤسف وله ظروف فالتداعيات التي عرفها العالم سواء ما
يتعلق بالنزاعات والخلافات الثنائية او بؤر التوتر القائمة هنا
وهناك والارهاب وغير ذلك من التفاعلات التي يضاف اليها مؤخرا
ارتفاع أسعار النفط‚ فدول العالم الثالث غير المنتجة للنفط تعاني
معاناة شاقة‚
ومن امثلة الظروف المؤسفة المعاناة الحالية في النيجر‚ والتي تعاني
مجاعة كبيرة بسبب الجفاف واليد القصيرة والامكانات المادية
المحدودة‚
نأمل ان القمة الثانية جنوب ــ جنوب او قمة الدوحة ربما تعطي بعض
المؤشرات لتحقيق حد ادنى من التنسيق‚ وحد ادنى من التضامن‚ فالامر
لم يعد متعلقا بالتقدم او عدم التقدم بل يتعلق بالوجود‚
نحن الآن في دوامة نقلة حضارية كبيرة‚ والعلاقات الدولية تشهد
تطورات متسارعة‚ كما ان الدول في تقديرها للزمن والاحداث قدرتها
محدودة‚
وبالتالي لابد من عمل شيء من اجل البقاء واعتقد ان هذا الهاجس كان
مسيطرا امس في عدد من مداخلات الوزراء ورؤساء الوفود‚
هل لك ان تحدثنا عن ابرز طموحاتكم من قمة الـ 77 والصين الثانية؟
ــ نريد اولا ان ننمي التعاون فيما بيننا وكمثل على ذلك فان جلالة
ملك المغرب‚ محمد السادس قام بمبادرة بالغاء الديون التي كانت لدى
المغرب لدى عدد من الدول الافريقية الاقل نموا‚ فاعفيناهم من
الديون‚ وفتحنا الاسواق المغربية لدخول منتجات تلك الدول دون
جمارك‚ وهذه مساعدة‚
كم عدد تلك الدول؟
ــ حوالي 22 أو 23 دولة‚
وكم يصل حجم مديونيتها المغرب؟
ــ لا أدري وليس لدي رقم معين إلا انها تصل إلى عدة ملايين من
الدولارات‚
كما فتحنا الباب لاستقبال عدد هائل من الطلاب‚ للدراسة في المغرب‚
ولدينا حاليا قرابة 7 آلاف طالب من دول افريقيا جنوب الصحراء إذا
ما صح اللفظ‚
كما ان وكالة التنمية الدولية تعمل في هذا الاتجاه للمساعدة في
قضايا تدبير المال والزراعة والصيد البحري والمعادن والصحة‚‚ إلى
غير ذلك‚
هذا النوع من العمل التنموي جنوب ـ جنوب أساسي‚ ويجب ان نتخلص من
عقدة الانتظار‚‚ أن يعطينا الآخرون‚
صحيح ان ما حدث حاليا في لندن حين اسقطت مجموعة الثماني ديون عدد
من الدول الاقل فقرا جيد إلا انه لا يضع دولارا واحدا في جيوب
هؤلاء الناس‚ وإنما هو متنفس ويجب ان نؤيده ونشيد به‚ ولكن ذلك لا
يكفي‚ فيجب ان نخطو الخطوة الثانية‚ وكيف يمكننا أن نعبىء موارد
هؤلاء الناس لتستجيب‚ ونحن معهم لمتطلبات التنمية‚
هناك فقر هناك أمراض فتاكة هناك أمية‚ وسكن غير لائق وانعدام
المواصلات‚ كل ذلك يشكل معوقات كبيرة‚
صحيح اننا نطالب دول الشمال ان تلغي ما تقوم به من دعم لصادراتها
إلى الخارج‚ وهذا يطرح سقفا تنافسيا نحن غير قادرين عليه‚
ومثلا على ذلك‚ القمح الأميركي مدعم فيأتي لأسواقنا بسعر أرخص‚
بينما يأخذ المزارع الأميركي سعرا آخر‚ اضافة إلى السعر المدعم‚
لذلك نحن نطالب‚ واعتقد ان الشعور بدأ يتبلور في ان يكون لدول
الجنوب دور بأن تسمع أصواتهم حين بلورة قرارات المنظمات الدولية‚
يجب علينا كذلك القيام بعمل اصلاحي داخلي فالمغرب يمثل دولا مصنعة
تشترك في مسلسل المساعدات والدعم‚‚ وان تقوم هذه الدول ايضا
باصلاحات ديمقراطية في مجالات حقوق الانسان ومنظومة الحكم‚
هناك متطلبات من طرفنا والطرف الآخر ومتطلبات فيما بيننا‚
واعتقد ان الدول العربية الميسورة تقوم بواجبها الى حد كبير وهناك
مساعدات تقدم لعدد كبير من الدول الفقيرة والدول الساعية الى
التنمية في افريقيا وآسيا‚ فالمملكة العربية السعودية وقطر
والامارات العربية المتحدة والكويت لديها مشاريع وصناديق ضخمة في
موريتانيا وبوركينا فاسو والتشاد وعدد من الدول الافريقية‚
لكن يجب ان تنظم هذه الجهود وتوضع ضمن مخطط نستطيع من خلاله ان نرى
كيف تكون اسقاطات هذه الاستثمارات‚
صحيح ان التجارة فيما بين الجنوب- جنوب انتعشت ووصلت الى «40» في
المائة وهو رقم لا بأس به ونريد ان تتزايد بشكل اكبر‚
ولابد ان نفكر جديا في تصورات تؤدي بنا إلى خلق فضائي للتداول الحر
فيما بين هذه الدول‚
هذه بصفة عامة المؤملات اذا صح هذا التعبير من القمة‚
واقول ان هناك شعورا عميقا لدى الجميع بأن الظرف صعب وان التحديات
والرهانات كبيرة ومتوالية بسرعة ومفهوم العولمة من هذا المنطلق يضع
كثيرا منا في موقف حرج ودقيق‚ ومن المؤكد ايضا ان هناك تفاوت في
مستوى التنمية بين الدول فنحن مثلا في المغرب في عهد جلالة الملك
محمد السادس حصل تقدم كبير واصلاحات تاريخية سواءا في الفضاء
الديمقراطي او حقوق الانسان او الحريات وكذلك ما تفضل به جلالة
الملك من المشروع الذي مر بالبرلمان حول مدونة الاسرة وموقع المرأة
في الخريطة المجتمعية المغربية سياسيا وهناك اصلاحات ايضا في
قوانين الاستثمارات الى غير ذلك لابد لدولنا من ان تقوم باصلاحات
داخلية جوهرية ولابد ان نركب كوكب الاخرين ولا يمكننا ان نركب
كوكبا آخر ونريد ان نكون مثل الاخرين الذين يركبون كوكبا اخر‚
كثير من القمم والاجتماعات تخرج بقرارات لا تجد طريقها للتطبيق‚‚
هل وضعتم آليات معينة تضمن تنفيذ قرارات قمة الدوحة؟
- آليات بمعنى آليات منظمة ليست هنالك آليات‚
هناك تجمعات في دول الجنوب بعضها نشط وبعضها متوقف فمثلا هناك في
غرب افريقيا مجموعة دول غرب افريقيا نشطة وتقوم بكثير من الاعمال
في الفضاء التنموي وكذلك الفضاء الامني وهذا الموضوع في الاساس ما
يعاني منه الجنوب حول مشاكل الامن والسلام‚
وتعلم عندما لا يكون هناك امن ولا سلام لا تكون هناك تنمية‚
كما هناك اتحاد المغرب العربي وللاسف الشديد «مش ماشي» ونحن نبذل
كل جهدنا لنفعل هياكل اتحاد المغرب العربي ومشاريعه وهذا ما دفع
جلالة الملك ان يبذل جهودا ومساعيا لدى اخوانه قادة اتحاد المغرب
العربي لتعمل على سير عجلة الاتحاد المغاربي‚
كما هناك مجموعات أخرى لديها آليات ولكن وجود آلية تضم كل دول
الجنوب ليست هناك آلية بعد‚
يشكل الخلاف المغربي ــ الجزائري حول قضية الصحراء ابرز الصعوبات
المؤدية لتجميد اتحاد المغرب العربي إن صحة التسمية‚ ما تعليقك؟
- هناك عدة معوقات دون شك‚ ومما لا شك فيه أن الخلاف المغربي ــ
الجزائري حول موضوع الصحراء خلاف أساسي ويجب التغلب عليه‚كما أن
جلالة الملك دعا الى تفعيل الاتحاد المغربي ونقل موضوع الصحراء الى
الأمم المتحدة‚
نحن نريد أن نضع كل الخلافات جانبا وان نعمل على دعم وتفعيل ما
نتفق عليه‚
ولكن هل نتوقع أن تعقد قمة اتحاد المغرب العربي في غضون سنتين أو
ثلاث مثلا‚ هل أنت متفائل بهذا الخصوص؟
- اعتقد أن الرجل السياسي الحقيقي يجب أن يكون دائما متفائلا مثل
المزارع إن لم تمطر اليوم فستمطر غدا‚
أنا متفائل بطبيعة الحال‚ وإذا كنت متشائما فيجب أن أذهب‚ نحن نعمل
في فضاء (الفضاء الدبلوماسي) بغرض البناء والتغلب على المعوقات‚
ونبذ الخلافات قدر المستطاع وهذا يدفعنا إلى التفاؤل دائما‚
لو رجعنا إلى موضوع القمة‚ هل تعتقد أن المجموعة سيكون وضعها
التفاوضي مع الشمال أقوى في المرحلة المقبلة؟
- حقيقة كل تضامن وكل تنسيق بين دول الجنوب هو في مصلحة دول الشمال
أيضا‚ لأن دول الشمال تحتاج إلى أسواق دول الجنوب وفضاءاتها حينما
يتعلق الأمر بالجانب الأمني‚ وأنا اتحدث عن الابداع الاستراتيجي‚
فنحن جزء من العالم‚ مثلنا مثل دول الشمال ومؤكد ان التنسيق في
الرؤية والمواقف يثري ويعزز موقف الجنوب في مفاوضاته مع الآخرين
شرقا او شمالا ويد الله مع الجماعة‚
وفي عالم اليوم الدولة القُطرية مهما كانت قدراتها لا تستطيع ان
يكون لها تأثير‚
ولكن الى اي مدى تؤثر العولمة في الحد من الطموحات لدى دول مجموعة
الـ 77 والصين؟
ـ نعتقد اننا لن نقف مكتوفي الايدي امام غول العولمة‚ بل على العكس
لدينا من القدرات المادية والطبيعية والبشرية ما يجعلنا قادرين على
ان نكون مساهمين وان نسهم ايضا حضاريا‚
الامر لا يتعلق بالجانب الحضاري والثقافي للانسان‚ فالعولمة لا
تظهر فقط في القطاع المالي او القطاع الاقتصادي ولكن القطاع
الثقافي والموروث الحضاري والتطور القيمي للانسان واعتقد سواء تعلق
الامر بالعرب او المسلمين او دول الجنوب عامة ان لديهم مرجعية
كبيرة في مسار العالم الخارجي واعتقد انه يجب ان نبحث عن السبيل
الى تعزيز مواقفنا في مسار العولمة بدلا من التحدث عن العولمة كتحد
ورهان والتعامل معها احيانا من منطلق الرفض‚
اعتقد انه يجب ان ندخل العولمة ونساهم فيها وندرس مراكز المساهمة
في هذا التطور‚
عقد وزراء خارجية العرب اجتماعا على هامش القمة ‚‚ هل لنا التعرف
على أهم مقرراته؟
- اجتماع وزراء الخارجية العرب كان اجتماعا طارئا وعادة نعقد هذه
الاجتماعات على هامش اجتماعات اخرى سواء أكانت في الامم المتحدة او
منظمة المؤتمر الاسلامي‚
وهذا الاجتماع كان في جدول اعماله نقطة واحدة وهي: ما يدور حاليا
وهو ما كان موضوع المناقشات امس فيما بين الوزراء في الاجتماع
المتعلق بدول عدم الانحياز وأعني بذلك موضوع إصلاح الامم المتحدة‚
خصوصا ما يتعلق بالمقاعد الدائمة في مجلس الامن‚
كنا نحاول ان نتبادل الرأي والمشورة وان نرى كيف يمكننا ان نؤمن
للعرب او للمسلمين مقعدا دائما في مجلس الامن‚ والوضع ليس سهلا لأن
المعايير التي تم اقرارها من قبل وحددها الامين العام وتم تحديد
هذه المقاعد من خلال معايير محددة احدها جهوي: ان لكل منطقة عضوا
او عضوين الى غير ذلك كإفريقيا وآسيا وأميركا الجنوبية وأوروبا
ونحن جزء من افريقيا وجزء من آسيا ‚‚ الى غير ذلك‚
كان هذا هو الموضوع ولم نخرج بأي قرار‚ وكان اجتماعا تشاوريا ولم
يكن اجتماعا لاتخاذ القرار‚
هل طرحتم اسماء دول معينة لترشيحها لشغل المقعد؟؟
- لا‚
وإلى أي مدى تعتقدون أن تسهم القمة في دعم دول محددة لشغل مقاعد في
مجلس الأمن؟
- اعتقد أن الامور لم تتبلور بعد ونحن في المغرب مع عدد كبير من
الدول التي تدعو إلى التعامل مع الموضوع بأكبر قدر من الاجماع لانه
يجب الا يكون موضوع اصلاح مجلس الأمن موضوع انشقاق والتوترات التي
ليس لها داع‚ ولن يحصل الوئام الذي نسعى إليه للحفاظ على الأمن
والسلام في العالم‚ وهذا يجري في مجلس الامن وبالتالي نحن ننتظر
القمة القادمة للأمم المتحدة في سبتمبر‚ ومن هنا إلى هناك تتبلور
الرؤى‚ وهناك لوبيات تعمل حاليا من مختلف القارات‚ لنرى!
هل خرجت أصوات لدعم دولة عربية أو إسلامية لشغل مقعد في مجلس الأمن
سواء في الاجتماع الوزاري العربي أو لمجموعة عدم الانحياز؟
ـ في الحقيقة لم تكن المحادثات التي تمت أمس داخل مجموعة عدم
الانحياز تتحدث عن دولة بعينها وكان الحديث عن مضمون الاصلاحات
سواءفي مجلس الأمن أو الجمعية العامة‚
ونحن في المغرب نقول: يجب ان نتناول الاصلاحات بصفة شمولية لمنظومة
الأمم المتحدة في جانبها السياسي وأيضا جانبها التنموي‚
نرى الأمم المتحدة من منطلق نيويورك‚ وكذلك من منطلق الوكالات
المتخصصة أو المنظمات المتخصصة كمنظمة الاغذية والزراعة ومنظمة
الصحة العالمية واليونسكو إلى غير ذلك‚
فيجب مراجعة كل ذلك في الأمم المتحدة‚ وإدخال الاصلاحات اللازمة‚
والتي تتماشى مع التطور الذي يعرفه العالم في القرن الحادي
والعشرين‚
فالاصلاحات تشمل مؤسسة الأمم المتحدة مع ان التركيز قائم حاليا على
مجلس الأمن والدعوة الى توسيع صلاحيات الجمعية العامة‚ وهذا جانب
سياسي وهناك جانب تنموي فالأعمدة الثلاثة التي أقامها الأمين العام
هي: الأمن والسلام وموضوع حقوق الإنسان وموضوع التنمية‚
ونحن بالنسبة لدول الجنوب - جنوب موضوع التنمية أساسي ومهم فأنت لا
تؤمن أمنا وسلاما لمجتمع فقير‚ مجتمع مريض‚ يفتقر إلى اضعف لوازم
الحياة‚
لا بد من مساعدة هذه الدول لتقف على أرجلها‚
هل لك أن تطلعنا على أبرز ملامح خطة عمل الدوحة التي أقرها وزراء
خارجية مجموعة الـ 77 والصين؟
- لا يزال مشروعا يطرح على القمة وأظن ان الاحسن أن نؤجل الحديث
فيها‚
ولكن ما أبرز ملامحها العامة؟
- تدعو إلى التضامن والى التواصل ونبذ الخلافات وتصور لتنسيق أكثر
خاصة فيما يتعلق بمواقف هذه الدول في القضايا المطروحة في منظمة
التجارة العالمية مثلا‚ونحن نقول إنه يجب أن يكون لدول العالم
الثالث معاملة بينية خاصة فيما يتعلق بتطبيق سليم لتحرير التجارة
العالمية ونريد أن تفتح الدول الصناعية أسواقها لهذه الدول
الضعيفة‚ وألا تتعامل معها كما تتعامل مع الدول المماثلة لها‚ إلى
غير ذلك‚
هذه الآفاق العريضة والتي اعتقد أنها ستتبلور عليها محادثات وبيان
الدوحة‚
تربط كثير من الدول المتقدمة مساعداتها للدول النامية والأقل نموا
بشريطة الاصلاحات ألا يمثل ذلك وسيلة سهلة للتملص من دفع تلك
المساعدات؟
ـ لا اعتقد انه من الجائز الحكم على النيات ولكن الاصلاح ضروري
وتطالب به كل الشعوب‚ وبعض الحكومات بدأت منذ امد طويل قبل ان
ينادي بذلك احد ومن امثلة ذلك المغرب‚ حيث بدأت عجلة التحديث من
حوالي ثلاثين سنة‚‚ كالإصلاح الديمقراطي والانتخابات والمشاركة
الشعبية في التنمية والمجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية ودورة
المجتمع‚ فبدأنا بذلك صحيح اننا شهدنا انتعاشا كبيرا في عهد الملك
محمد السادس باعتراف الجميع‚ ونحن سعيدون بذلك وهناك دول لم ترق
بعد الى هذا المستوى‚
نحن نقول ان اي اصلاح لابد ان يأخذ بعين الاعتبار الخصوصية
والذاتية لكل مجتمع‚‚ شاملا ذلك الخصوصية القيمية والحضارية
والسياسية فليس هناك وصفة تصلح لكل الدول فلكل دولة خصوصيتها
وذاتيتها ومنظومتها القيمية ومرجعيتها ويجب ان تحترم لكن ذلك لا
يعني الجمود‚‚ بل التطور ووفق قدرة كل دولة وقيمها‚
وفيما يتعلق بالورقة المغربية التي سيتم طرحها في القمة غدا‚‚ ما
ابرز محتوياتها؟
ـ اصل المبادرة التي قام بها جلالة الملك محمد السادس من ثلاثة
اسابيع لتفعيل التنمية البشرية فلم يعد حصر موضوع التنمية في
التنمية الاجتماعية للبشر وهذا له بعد آخر واعتقد ان العالم النامي
يحتاج ان يعدل من مفاهيمه للتنمية فدول الجنوب بدأت منذ خمسين عاما
بتفعيل التنمية الهيكلية كبناء الطرق والمطارات والموانىء الضرورية
وبعض الدول قامت بذلك على حساب الانسان وتحدثت الامم المتحدة عن
الزامية التنمية منذ السبعينيات‚
ويجب ان نعدل من نظرتنا وتصورنا لوصفة التنمية‚ وقد وضعها ملك
المغرب في قالب التنمية البشرية‚
وهذا يعني تعديل مفهوم التعاون بين الدول فلا يظل التعاون محصورا
فقط في التجارة‚ فيجب ان ننظر الى انعكاس هذه التجارة على تنمية
الانسان ونوعية الحياة‚
