الشيخ جابر الصباح أمير دولة الكويت في كلمة
وجهها للقمة: بروز النظام الدولي الجديد وإفرازاته يتطلب منا
التحرك سريعا
الدوحة - قنا: اكد صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير دولة
الكويت اهمية قمة الجنوب الثانية التي بدأت في الدوحة اليوم نظرا
لانها تأتي في
الوقت الذي تسعي فيه دول مجموعة ال77 والصين بجهود حثيثة للوصول
الي آفاق جديدة
وايجاد الحلول للازمات والمشكلات التي تعاني منها0
وشدد سمو أمير الكويت في الكلمة التي وزعت خلال الجلسة الافتتاحية
للقمة
القاها نيابة عنه شمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح رئيس
الوزراء علي ضرورة ان
تعمل دول المجموعة سويا لوضع أسس وترتيبات تضمن القدرة علي مواجهة
الظروف وتحقيق
التقدم والرخاء 00وقال ان ذلك ياتي من خلال اتاحة الفرص للقدرات
المالية والفنية
لتحفيز الامكانيات الوطنية لدي شعوب المجموعة والعمل من خلال منظمة
الامم المتحدة
بغية تحقيق درجات ارقي من من المكاسب الاقتصادية المشتركة 0
ورأي في هذا الصدد ضرورة ان تتقاسم دول المجموعة مسئولية بلوغ هذه
الاهداف مع شركائها من الدول المتقدمة النمو واستغلال ثمار العولمة
بما يمكن
مجتمعاتها من الاستفادة منها بقدر عادل ومنصف لتحقيق التنمية
المستدامة والامن
والاستقرار الاقتصادي والسياسي.
واوضح سمو أمير الكويت في كلمته امام قمة الجنوب الثانية ان بزوغ
النظام
الدولي الجديد وما افرزه من مظاهر اقتصادية عديدة في مقدمتها
العولمة يستوجب علينا
ان نتحرك سريعا للاستفادة من الفرص المتاحة ومواجهة التحديات
الناجمة عن هذا
النظام00 مؤكدا علي ضرورة ان تحرص المجموعة علي المشاركة الفاعلة
في صنع القرار
الدولي لجعله اكثر ديمقراطية وشفافية وان يكون ذلك هو الاسلوب
المتبع في الحوار بين
الشمال والجنوب والتعامل مع قضية اصلاح منظمة الامم المتحدة
والاجهزة التابعة لها
بمايجعل التنمية العالمية علي رأس اولويات المنظمة.
وأكد سموه في الكلمة التي القاها سمو الشيخ صباح الاحمد علي اهمية
تأمين
التمويل من اجل التنمية والوفاء بالالتزامات الخاصة بالمساعدات
الانمائية وعلي
ضرورة احترام دول الشمال لالتزاماتها من خلال تخصيص سبعة اعشار
بالمائة من الناتج
القومي الاجمالي للمساعدة في التنمية العالمية.
ودعا الي العمل علي ايجاد القناة الملائمة للمشاركة في الحوار
والتفاهم
مع دول الشمال حول مختلف القضايا والتي من اهمها اعادة النظر في
مسألة الديون الذي
اثقلت كاهل الدول النامية واعطاؤها الفرصة لاستخدام مواردها
المالية في مشاريع
التنمية الداخلية بكافة اشكالها بدلا من ذهاب الجزء الاكبر من هذه
الموارد للدين
الخارجي والفوائد المترتبة عليه مما يشكل عائقا لتحقيق التنمية
المنشودة. واشاد
بالمبادرة الاخيرة للدول الصناعية الكبري بالغاء الديون عن الدول
الفقيرة وناشدها
في الوقت نفسه بالعمل ايضا علي فتح اسواقها لمنتجات دول الجنوب
حسبما نصت عليه
الاتفاقيات والمعاهدات الدولية وعلي وجه الخصوص منظمة التجارة
العالمية0
وفي المقابل طالب سمو امير الكويت الدول النامية بان تفي
بمسؤولياتها
والتزاماتها من خلال اتخاذ كافة الاجراءات الكفيلة لاقناع الاخرين
باستحقاقها ما
تطالب به من مساهمات عالمية لدعم اقتصاديتها وذلك بالسعي الي تغيير
وتحديث قوانينها
الاقتصادية والتجارية واقرار قوانين حقوق الملكية الفكرية
والعلاقات التجارية
والقوانين المتعلقة بالاستثمار الاجنبي مؤكدا انه ومن دون تطبيق
هذه الاجراءات
ستصبح محاولات فتح قنوات الحوار بين الجانبين مدعاة لهدر الوقت ولن
تتحقق الفائدة
التي تصبو لها دولنا من جراء ذلك0
وقال سمو أمير الكويت امام الجلسة الافتتاحية لقمة الجنوب الثانية
ان
السعي نحو التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة يتطلب ايضا
توفير الاجواء
المناسبة وفي مقدمتها تحقيق الاستقرار السياسي والامني وانهاء
الصراعات التي طال
امدها وادت الي تشتيت الموارد المالية والبشرية لدول المنطقة
وامتداد اثر هذه
النزاعات ليهدد الامن والسلم الدوليين.. ودعا في هذا الصدد الي دعم
كافة الجهود
الدولية لتحقيق الامن والاستقرار في العراق ومحاربة جرائم القتل
للمدنيين الابرياء0
كما رحب بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة وجهودها الرامية الي بناء
عراق ديمقراطي
يعزز دوره في استقرار وازدهار المنطقة00 مؤكدا استمرار الكويت في
تقديم المساعدات
والدعم لرفع المعاناة عن الشعب العراقي والاسهام في تمويل مشاريع
الرعاية الصحية
والخدمات التعليمية والاسكانية في اطار الجهود لاعادة اعمار
العراق. كما اكد علي
اهمية دعم الجهود الدولية الهادفة الي تحريك عملية السلام في الشرق
الاوسط من اجل
ايجاد حل عادل وشامل للصراع العربي الاسرائيلي واستعادة الحقوق
المشروعة للشعب
العربي الفلسطيني لاقامة دولة مستقلة حتي تنعم المنطقة بالاستقرار
والازدهار0
وتطرق سمو امير دولة الكويت الي جهود بلاده في دعم التنمية في دول
الجنوب00 وقال ان الدعم الكويتي شمل اكثر من 101 دولة في مختلف
انحاء العالم وبمبلغ
تجاوز عشرة مليارات دولار وفاق حجم تلك المساعدات النسبة المتفق
عليها دوليا00
اضافة الي مساهمة دولة الكويت بعدد كبير من مؤسسات التنمية الدولية
والاقليمية
والعربية وهو الامر الذي يؤكد حرصها الشديد علي المساهمة في رفع
مستوي المعيشة
لشعوب الدول النامية0
وناشد كافة دول الجنوب المقتدرة تقديم ما بوسعها للمساهمة في دعم
الدول
النامية والقضاء علي الفقر والجوع وتفعيل الاليات الدولية الهادفة
لذلك00 مؤكدا ان
الكويت ستظل علي استعداد دائم لدعم الخطوات والمبادرات التي تتخذها
الجهات الدولية
للنهوض الاقتصادي والاجتماعي في منطقة الجنوب0
وشدد أمير الكويت علي ان العمل الجماعي الجاد والملخص هو اهم
الضمانات
لتحقيق المستقبل الافضل لكافة الشعوب وتحقيق ماتتطلع اليه من تنمية
وتطور0
.