مؤتمر الناتو وأمن الخليج ينطلق اليوم بمشاركة عربية ودولية

الشرق – قطر: الخميس 1 ديسمبر 2005

تبدأ اليوم اعمال مؤتمر «دور الناتو فى امن الخليج» في فندق فور سيزون وتستمر يوما واحدا. ويناقش المؤتمر من خلال جلستى عمل موضوعين رئيسيين.. لاول بعنوان «ابعاد جديدة لأمن الخليج» والثانى حول «تعاون دول الخليج مع الناتو». ويشارك فى المؤتمر سعادة السيد جاب داهوب شيفر الامين العام لحلف شمال الاطلسى «الناتو» وممثلون عن وزراء الدفاع ورؤساء الاركان فى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالاضافة الى شخصيات دولية فاعلة فى الاتحاد الاوروبى. ويتوقع مشاركة شخصيات عربية ودولية منهم الجنرال ويزلى كلارك قائد سابق فى الناتو والسيد جوردون غرى نائب مساعد وزيرة الخارجية الامريكية لشؤون الشرق الادنى والدكتور جيفرى كامب مدير برامج الدارسات الاستراتيجية الاقليمية «معهد نيكسون» والسيد جون فورنيت مساعد الامين العام لحلف الناتو للسياسة العامة والدكتور رافائيل برادجى مساعد وزير الدفاع الاسبانى السابق بالاضافة الى الدكتور سامى الفرج مدير مركز الكويت للدراسات الاستراتيجية.

كان اعلان قيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية ثمرة للجهود المشتركة التي بذلتها الدول الاعضاء الست بحثا عن صيغة تجسد العلاقات الراسخة والوطيدة التي تجمع هذه الدول وتترجم اهدافها وآمالها بالنسبة للمنطقة وشعوبها، وحرصت دول المجلس منذ تأسيس المجلس على الاتفاق على سياسة دفاعية مشتركة تطبيقا للمبدأ الذي تبنته هذه الدول وهو ان الدفاع عن الخليج هو مسؤولية ابنائه وقد أكد قادة دول المجلس هذا المبدأ بوضوح في البيان الختامي الصادر عن اجتماع القمة الاولى في ابوظبي عام 1981 والذي جدد فيه القادة تأكيدهم بأن أمن المنطقة واستقرارها انما هو من مسؤولية شعوبها ودولها وان هذا المجلس انما يعبر عن ارادة هذه الدول وحقها في الدفاع عن امنها وصيانة استقلالها.

ومع تطورات الاحداث في المنطقة خاصة بعد الغزو العراقي لدولة الكويت العضو في مجلس التعاون في اغسطس 1990م تضامن المجتمع الدولي قاطبة خبر هذا الغزو المباغت والوحشي الذي كان تحديا لكل القيم والمبادىء الاسلامية والانسانية وكل القوانين والاعراف الدولية وساندت قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا لردع هذا العدوان بارادة صلبة واصرار باجماع لم يسبق له مثيل على ارغام القوات العراقية على الانسحاب وعودة القيادة الكويتية الشرعية وشكل قرار مجلس الامن الدولي رقم (678) الذي اجاز استخدام القوة ضد العراق انتصارا للارادة الدولية وترجمة لواجبات ومسؤوليات مجلس الامن بموجب ميثاق الامم المتحدة باتجاه صيانة السلم والامن الدوليين..

ومنذ تلك الحقبة والتعاون بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودول الاتحاد الاوروبي تحت مظلة «حلف الناتو» يسير في خطى متنامية تحكمها الرغبة المشتركة في حفظ السلم والامن لهذه المنطقة التي تشكل اهمية استراتيجية في نسيج المجتمع الدولي وتربطها علاقات مصالح مشتركة مع دول الاتحاد الاوروبي والاسرة الدولية قاطبة.

مؤتمر الدوحة

ويعتبر هذا المؤتمر الثاني الذي تستضيفه الدوحة اليوم تحت عنوان «الناتو وأمن الخليج» ترجمة للتعاون والعلاقات المشتركة وما تمثله من ترسيخ لمفهوم الامن الذي تسعى دول المنطقة الى تحقيقه بالتعاون مع الخبرات الاوروبية التي فتحت الباب على مصراعيه لتقديم الخدمات الفنية واعطاء صورة جديدة للتوجه السلمي الذي تشغله مهام الناتو في اتجاهاته المرتقبة نحو المنطقة.

إن المتغيرات التي طرأت على البيئة الامنية في العالم مؤخراً احتاجت الى وقفة ومواجهة ديناميكية وهو ما سعى حلف الناتو لتحقيقه للتصدي لتلك التحديات وحتى يظل «الناتو» فاعلا في مجال الدفاع عن الامن والترويج له في هذه الاجواء الامنية الجديدة المتقلبة بسرعة بدأ باجراء تحويرات متواصلة طالت كافة جوانب اجندة عمله مع مهام جديدة واعضاء جدد وقدرات جديدة وشركاء جدد وطرق جديدة للاعمال واصبح مجال عمل الحلف يغطي سلسلة واسعة من الانشطة المتزايدة التي تهدف الى تشجيع التعاون مع روسيا واوكرانيا ودول اخرى خارج حلف الناتو من ضمنها دول الخليج التي تربطها بالحلف علاقات متميزة وتعاون وثيق.

وقد بدأ حلف الناتو بغية بناء مناخ اكثر ديناميكية بتكوين علاقات وطيدة مع منظمات دولية مختلفة من بينها الاتحاد الاوروبي ومنظمة الامن والتعاون الاوروبية والامم المتحدة ومع دول اخرى اعضاء في الفضاء الاوروبي الاطلسي وروسيا وفي منطقة الشرق الاوسط التي تدخل في منظومتها دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي ترتكز ندوة الدوحة اليوم لتحقيق تلك الاهداف للناتو.

وخلال قمتهم في اسطنبول في 28 و29 يونيو 2004م اطلق قادة دول حلف شمال الاطلنطي ما يعرف بمبادرة اسطنبول للتعاون مع الشرق الاوسط الكبير وأعطوا الاولوية للانضمام اليها الى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية حيث ترتكز اهداف هذه المبادرة الى تعزيز الامن والاستقرار الاقليميين من خلال دور جديد للحلف في المنطقة واستفادة دول المنطقة في الحصول على المساعدة في تدريب قواتها واجراء حوار سياسي مع الحلف في قضايا تهم الطرفين كالمؤتمر الذي تنطلق فعالياته في الدوحة اليوم حول «الناتو وامن الخليج» الذي ستحضره شخصيات كبرى وممثلين عن وزراء الدفاع ورؤساء الاركان في دول مجلس التعاون والامين العام لحلف شمال الاطلسي «الناتو» السيد جاب داهوب شيفر ومساعد الامين العام للحلف للسياسة العامة السيد جيم فورنيت وشخصيات خليجية ودولية بارزة.

وتتلخص الاهداف الرئيسية لمبادرة اسطنبول للتعاون مع دول الشرق الاوسط الكبير فيما يلي:

مع استعداد الحلف للتصدي للتحديات الجديدة فانه قد عقد العزم على القيام بمبادرة تخص الشرق الاوسط الكبير للاسهام في امن واستقرار المنطقة على المدى البعيد مع العمل في خط متواز مع الجهود الدولية في هذا الشأن.

يتطلب هذا ضرورة تحقيق تقدم لتسوية النزاع الفلسطيني/ الاسرائيلي وان يحظى هذا بالاولوية لدى دول المنطقة ولدى المجتمع الدولي لان ذلك يمثل الضمان لنجاح هذه المبادرة.

والتنفيذ الكامل والعاجل لخريطة الطريق هو العنصر الحاسم للتوصل الى اقامة دولتين فلسطينية واسرائيلية تعيشان جنبا الى جنب في امن وسلام، كما ان تنفيذ خريطة الطريق يشجع على التوصل الى سلام يشمل ايضا المسارين السوري واللبناني.

يجب ان تستند مبادرة الحلف على نقاط اساسية تتضمن:

الاهتمام بالافكار والمقترحات النابعة من دول المنطقة ومؤسساتها الاقليمية.

أن تكون مبادرة الحلف مبادرة للتعاون والمصالح المشتركة للنيتو ودول المنطقة وفق تنوعها واحتياجاتها المحددة.

الاشارة الى أنه على الرغم من ان هذه المبادرة لها صفتها الخاصة، فانها تكمل المبادرات الاخرى مثل تلك التي صدرت عن مجموعة الثماني والاتحاد الاوروبي ومنظمة الأمن والتعاون في اوروبا، كذلك فان هذه المبادرة هي مكملة لحوار الحلف مع بلدان حوض البحر المتوسط.

التأكيد على دور الناتو في التعاون في المجالات الامنية وعلى استعداد دول المنطقة التي ترغب في المشاركة في هذا التعاون وعلى مدى اهتمامها بذلك.

الحاجة الى عدم الفهم الخاطىء بأن المبادرة تهدف الى الانضمام الى الحلف أو الى الشراكة من اجل السلام أو الى مجلس الشراكة الاورو-اطلسية، أو الى تقديم ضمانات امنية أو استخدامها لمناقشات سياسية يجري بحثها في مواقع اخرى.

الاخذ في الاعتبار الجهود الدولية الاخرى لاصلاح المجتمعات المدنية ونشر الديمقراطية في بلدان المنطقة.

مبادرة اسطنبول للتعاون والحوار المتوسطي:

كانت قمة اسطنبول هي الاولى لحلف شمال الاطلنطي بعضوية 26 دولة به، ففي 26 مارس اصبحت كل من بلغاريا واستونيا ولاتفيا وليثوانيا ورومانيا وسلوفاكيا وسلوفينيا اعضاء في الحلف وشاركت كل من هذه الدول في خطة عمل العضوية التي تم تبنيها في قمة واشنطن عام 1999 كوسيلة لفرض التزام دول الحلف بالتوسع اكثر بعضويته، ومازالت كل من كرواتيا والبانيا وجمهورية مقدونيا اليوغسلافية السابقة تعمل على اتخاذ خطوات تتعلق بخطة عمل العضوية، يتضمن هذا ان تنخرط كل دولة بعملية اصلاح وتنمية بهدف انضمامها للحلف كعضو كامل وقد صرحت الدول الاعضاء في قمة اسطنبول بانها تريد من كل من هذه الدول الثلاث ان تنجح بجهودها للانضمام للحلف.

وقد اعلن قادة حلف شمال الاطلنطي اثناء قمة اسطنبول عن مبادرة اسطنبول للتعاون، يتمثل في هذه المبادرة عرض المساعدة والمشورة والحوار حول القضايا الامنية ما بين دول حلف شمال الاطلسي والدول التي تهمها هذه القضايا في منطقة الشرق الاوسط على نحو اوسع نطاقا، وهي عبارة عن خطة اختيارية، فالدولة التي لا ترغب المشاركة بها لن تجبر على ذلك، كما اعلنت دول الحلف عن خطط لتعميق أواصر التعاون ما بين الحلف والدول الاعضاء في الحوار المتوسطي حول القضايا الامنية المشتركة.

الحوار المتوسطي

تم الاعلان عن الحوار المتوسطي ما بين دول حلف شمال الاطلسي وسبع دول ليست عضوا في الحلف الجزائر ومصر واسرائيل والاردن وموريتانيا والمغرب وتونس عام 1994 بهدف تأسيس علاقات جيدة وتفاهم ثنائي افضل عبر دول البحر المتوسط، الى جانب الترويج للامن والاستقرار الاقليمي، وقد اعلنت دول الحلف خلال الاجتماع الوزاري الذي عقد في شهر ديسمبر 2003 عن عزمها تنمية اطار للحوار المتوسطي اكثر طموحا وتوسعا.

عمليات حلف الناتو

يقوم حلف شمال الاطلسي حاليا بأربع عمليات ضمن مهام اما للترويج للامن والاستقرار في دول تخطت الازمات او لضمان امن الدول الاعضاء في حلف «الناتو» حيث في العراق لازال يقدم الحلف المساندة للقوة البولندية التي تقود شعبة متعددة الجنسيات والذي يتضمن المساعدة في توفير القوات والاتصالات والامداد والتحركات.. كما يكثف الحلف المزيد من جهوده المتعلقة بمكافحة الارهاب ومكافحة انتشار الاسلحة.

وقد تم اطلاق العملية الفعالة عام 2001 ضمن رد حلف شمال الاطلسي على التهديد الامني الذي يشكله الارهاب العالمي.. ومنذ ابريل عام 2003م تقوم القوات البحرية التابعة للحلف بعمليات مسح وتفتيش للسفن العابرة في البحر الابيض المتوسط لمحاربة انتشار الاسلحة وتحركات الارهابيين.

وفي افغانستان يرأس حلف الناتو خمس فرق اقليمية لاعادة الاعمار في الشمال والشمال الغربي لافغانستان وبناء على اتفاق تم التوصل اليه في قمة اسطنبول ارسل الحلف قوات اضافية لمساعدة السلطات الافغانية في مهام لضمان سيادة الامن خلال فترة الانتخابات هناك.. بالاضافة الى مهام يقوم بها في البوسنة على ضوء اتفاق قادة حلف شمال الاطلسي في قمة اسطنبول على انهاء عمليات قوات الاستقرار الناجحة التي قام بها الحلف نهاية عام 2004م، وفي كوسوفو حيث يساعد وجود قوات تابعة لحلف شمال الاطلسي على ايجاد بيئة مستقرة لنجاح المحادثات بين ممثلي الاقلية الالبانية والصرب للتوصل لتسوية نهائية.