الصحافة وأخبار المؤتمر

مؤتمرات صحفية

ماورد في الصحافة

أخبار المؤتمر

 د. دهين محمد: بالحوار ندافع عن ديننا ونقنع الآخرين به
الراية الجمعة1/7/2005 م،

كتب - علي بدور: حذر د. دهين محمد رئيس قسم الدعوة والثقافة الإسلامية بكلية الشريعة الإسلامية بجامعة قطر مما أسماه بالدعارة العلمية التي يقوم بها بعض العلماء بقول ما لا يقتنعون به مقابل مبالغ تدفع لهم ودعا العلماء الي ضرورة الخروج من هذا الإطار وألا يقولوا إلا إذا كانوا مقتنعين وان يطبقوا ما يقولونه.

وقال د. دهين في تصريح ل الراية علي هامش مشاركته بمؤتمر الدوحة الثالث لحوار الأديان أن الإسلام قوي والمسلمين ضعفاء في إشارة إلي ما يعانيه المسلمون من جهل بما يجري في الديانات الأخري المسيحية واليهودية في مختلف بلدان العالم ودعا الي ضرورة الخروج من إطار التكفير والتشدد والتضليل فيما بيننا وقال انه اذا استطعنا ذلك فإن العالم سيستمع الي رأينا ويحترمنا حتي اذا اختلفنا.

ورأي د. دهين أن ذلك يمكن ان يتم من خلال رجال مخلصين وصادقين يعملون بجد بعيداً عنا الاكتفاء بإصدار البيانات والمشاركة بالمؤتمرات علي اعتبار ان هناك اختلافات وتوافقات بين الأديان ومشيراً الي ان هذه التوافقات تعزز فقط من خلال الحوار الذي ساهم في التفاهم ولاتفاق عندما يقوم علي أسس سليمة كالإخلاص والنية الصادقة، مؤكداً ان هناك الكثير من المواقف التي تغيرت عند الآخرين بعد المشاركة في مثل هذه الحوارات وشدد د. دهين أيضاً علي ضرورة أن نتعلم أسلوب الحوار بطريقة حضارية واحترام الآخر الذي نحاوره وأن نبدأ بالخطوة الأولي المبنية علي الثقة المتبادلة مع الآخر وعكس ذلك في أعمالنا.

وأكد د. دهين علي أهمية الحوار قائلاً: ان الحوار يصبح مطلباً حيوياً جداً، عندما نعاني من الضعف وذلك من أجل التعريف بأنفسنا، فالمسلم يستطيع أن يستغل الحوار مع الآخر في قضية التعريف بدينه، وعرضه علي الناس الذين لا يؤمنون بأية خصوصية له، بهدف اقناعهم به ومحاولة التأثير عليهم، لتعديل مواقفهم المعادية لنا، أو جعلهم علي الحياد علي أقل الفروض، وإن لم أنجح في المرة الأولي فأستطيع أن أنجح في المرات القادمة، ما دمت متمسكاً ومصراً علي أني لست كما يقولون أو يعتقدون، مؤكداً علي أننا لا نريد من أحد أن يتخلي عن دينه.

وأضاف: ان الحوار كمنهج ظهر منذ ظهور الإسلام، بصورة واضحة وصريحة، وذلك في قول الحق تبارك وتعالي: قل يا أهل الكتاب تعالوا الي كلمة سواء بيننا وبينكم.. وقد اعترف الإسلام بالحوار كمنهج للمعرفة ومنهج للتوجيه، وكمنهج للتغيير، وتم ذلك في كثير من المناسبات، وقد أكد القرآن نظرية الحوار، وعرض نماذج كثيرة لحوارات الأنبياء والرسل مع أقوامهم، والرسول طبقه عمليا، وقد بلغ المنهج القرآني في الحوار مبلغاً لا يصل اليه فكر بشري فحينما تسمع القرآن يقول: وإنا أو إياكم لعلي هدي أو في ضلال مبين فهل كان القرآن أو الرسول يشك في أنه علي حق.. وقد ضرب الله سبحانه وتعالي مثلاً لمحاورة المعاندين، واحترام فكرهم، فلو أتيت الي مخالف لك في الرأي وقلت له أنا علي الحق، وأنت علي الباطل لانفصمت العلاقة بينكما، إذن فلابد من إعطائه مكانته، واحترام ذاته وفكره، أما ترجيح الخطأ أو الصواب عند أي من الطرفين وجعله نقطة التقاء، وبالبحث والمناقشة تتضح الأمور ويتضح من هو علي الحق ومن هو علي الباطل.

فالمسلم يعرف ما عند غيره، وغيره يعرف ما عنده، وهنا يحدث التفاهم والتعارف، وهذا ما كان عليه بلاط الملوك والخلفاء كمجمع لحوار الأديان، وهي مباديء إسلامية ينبغي أن تسود علاقة المسلمين بغيرهم، وقد نهي القرآن عن سبّ الذين كفروا، حتي لا يسبوا الله بغير علم، فأي جرم أشد من سب الله والعياذ به، وقد يجره يعطي الأرضية الصلبة كذلك الذي يريد ان يقوم بالحوار ويتفاعل مع الدراسات، إذ كيف لمن يريد ان يتفاعل مع الآخرين ان يتواصل معهم، وهو لا يفهمهم، ولا يعرف شيئاً عن دينهم أو تفكيرهم.

وحول المدخل الصحيح الذي يجب أن يتبعه المسلم في خطابه للآخر يري د. دهين أن القرآن الكريم حسم هذا الموضوع، من خلال الآية القرآنية التي ذكرتها سابقاً، وهي قوله تعالي: وإنّا أو إيّاكم لعلي هدي أو في ضلال مبين فلا أحد من البشر تأتي اليه وتقول له أنت علي الباطل وترجو أن يستجيب لك أو يسمع منك حتي، ولا يوجد شخص -أياً كان دينه- لا يؤمن بأن دينه هو الحق.. فالمسلم يؤمن بأن دينه هو الحق، والمسيحي يؤمن أيضاً بأن دينه هو الحق، والهندوسي يؤمن أيضاً بأن دينه هو الحق.

وأضاف: ان الحوار يقوم علي الاحترام المتبادل والتفاهم مع المخالف، حول رؤانا الكونية وتصوراتنا الحياتية، وقد يصل الحوار الي إمكانية تبني آراء أفكار الطرف الآخر، وأكد انه لا يؤيد الرأي القائل بأن العقائد ينبغي ألا تناقش، لأن الأشياء المتفق عليها كالفضائل والأخلاق الحسنة في الحقيقة لا تحتاج الي حوار.

وعن أهمية انعقاد المؤتمر في دولة قطر قال ان المؤتمر يأتي في إطار الأعمال الرائدة التي تقوم بها قطر في هذه الفترة في مجال حوار الحضارات والتقارب مع الآخر واعتبر ان هذا المؤتمر السنوي لحوار الأديان، وهو أمر لا يوجد له نظير في العالم العربي أو الإسلامي، خاصة في ظل الدور الذي تقوم به وسائل الإعلام الغربي في نقل صورة مشوهة عنا، واعتبر أفضل الطرق لتحسين هذه الصورة تكون من خلال الملتقيات والحوارات والمناقشات وعرض وجهات النظر المتعددة في هذه المسألة بحيث تأتي أهمية هذا المؤتمر في سد الثغرة التي ينفذ منها المغرضون الذين يحاولون تشويه صورة الإسلام.

 

All Rights Reserved * Ministry Of Foreign Affairs - Qatar                                   Powered And Designed By DIB