نظم مركز الدوحة الدولي لحوار الاديان محاضرة للدكتور فرحات حسين الباحث وعالم الآثار البريطاني المعروف تحت عنوان "قرطبة في التاريخ الاسلامي ومساهمة مسلمي قرطبة في النهضة الاوروبية"  في في شهر يونيو 2010 بشيراتون الدوحة. وقال الدكتور فرحات حسين خلال المحاضرة  أن لا بد أن يسلط الضوء على العلاقات السياسية والثقافية والاجتماعية التي كانت قائمة بين اتباع الديانات بقرطبة وتأثيرات ذلك على الحضارة الاوروبية، مشيرا الى أن تسليط الضوء على هذه الحضارة والعلاقات التي كانت سائدة في ذلك الوقت والتعايش السلمي بين الجميع بقرطبة سيفتح باب الحوار بين الشرق والغرب ويمد جسورا للتواصل من اجل صياغة حاضر مشترك بين البشرية جمعاء انطلاقا من العلاقات التاريخية التى تجمع الطرفين بما من شأنه المساعدة في جسر الهوة وتقريب الشقة بين الشرق والغرب. ولفت المحاضرة إلى اسهامات الحضارة الاسلامية في قرطبة في اثراء الحضارة الغربية منوها في الوقت نفسه بالدور الكبير الذي لعبته الحضارة الاسلامية في احياء الثقافة الاوروبية، في ذلك الوقت يظهر ذلك جليا في الاعمال الهندسية واشكال العمارة الاوروبية وغيرها. ونوه بضرورة النظر الى الجوانب الايجابية في الحضارة الاندلسية في قرطبة والتركيز على جوانب الالتقاء بين الحضارات منوها بان كثيرا من دارسي التاريخ لا يركزون على العلاقات البشرية التي سادت في تلك الحقبة، مشيرا في الوقت نفسه الى ضرورة التركيز على ذلك من خلال المناهج الدراسية والاعلام لفهم نمط العلاقة بين اوروبا والمسلمين في ذلك الوقت للمساعدة في عملية قبول الآخر والفهم المشترك الذي يساعد البشرية على الاحترام المتبادل. وتهدفت المحاضرة الى تناول تاريخ قرطبة وعلاقاتها مع اوروبا والبيئة التى ترعرعت في كنفها تلك الثقافة والاشارة الى كل النشاطات الموجودة من النشاطات السياسية والتعليمية والرياضية والبيئية والانماط الغذائية السائدة. وأكد الدكتور ابراهيم النعيمي رئيس مجلس ادارة مركز الدوحة الدولي لحوار الاديان بان المركز درج على تنظيم مثل هذا النوع من المحاضرات لنشر ثقافة الحوار بين الجميع بقطر وتأسيس فهم مشترك يساعد في الوصول للأهداف السامية التي قام من أجلها مركز الدوحة الدولي لحوار الاديان، مشيرا في الوقت نفسه الى ان المحاضرة تتيح فرصة نادرة للتعرف على الحضارة الاسلامية بالاندلس والاشعاع الثقافي والفكري الذي ترعرع في كنف تلك الحضارة وتأثيراته الايجابية على الحضارة الاوروبية. وأخذت المحاضرة زخما اكبر خصوصا ان الدوحة تعتبر عاصمة للثقافة العربية هذا العام.