المؤتمر يقارب الحاضر والمستقبل والشكر لدولة قطر
 


الشرق القطرية/ تاريخ النشر: الثلاثاء 31 يناير 2006

أعربت النائبة السيدة بهية الحريري عن شكرها لوزارة الخارجية في قطر ومركز UCLA للعلاقات الدولية، وعلى الدعوة للمشاركة في هذا المؤتمر قائلة إنه يقارب العلاقة بين الحاضر والمستقبل ليكون مساهمة موضوعية في عملية النهوض والتقدم في منطقة لطالما أرادت شعوبها وقادتها السير بها نحو التقدم والازدهار، وأضافت: وانني احمل معي هموم الشعب اللبناني وقيادته وتجربته الفريدة في البحث عن سبل النهوض والازدهار وفتح آفاق المستقبل في أشد الظروف صعوبة وتعقيداً على مدى ما يناهز ثلاثة عقود من الزمن، وقالت انني بهذه المناسبة أشكر دولة قطر قيادة.. وشعبا.. على حسن استضافتهم وحفاوتهم.
ولفتت إلى ان الربع الأخير من القرن الماضي شهد تطوراً كبيراً في عملية التواصل والتداخل بين شعوب العالم قاطبة، مقدماً بأحد وجوهه تقارباً وسهولة في التواصل، وفي جهة الآخر اظهر تباعداً وهوة كبيرة بين الدول والشعوب، وظهر مع هذه العملية التي سميت بثورة الاتصالات وتحويل العالم الكبير إلى قرية صغيرة تباين كبير بين المجتمعات المتقدمة والغنية والمجتمعات الفقيرة جهد أهل الفكر والمعرفة بتشخيص كلتا الحالتين، أي التقارب والتواصل من جهة، والتباعد من جهة اخرى، وبدأت المفاهيم والأفكار الرامية إلى ردم الهوة وتعميق التواصل متخذة أشكالاً وأنماطاً مختلفة وانخرطت في هذه العملية دول ومؤسسات عالمية ودولية وإقليمية ومحلية متخذة لنفسها من التنمية إطارا عريضاً لعملها وبرامجها وبحوثها ومؤتمراتها وقممها حتى أصبحت تشكل النقطة الأساس للحوار وللعمل، وتطورت وتنوعت مفاهيم التنمية وتعريفاتها ورغم هذا التنوع الذي أحدث قاموساً لتعريف التنمية بقى النمو الاقتصادي عاملاً مشتركاً وأساسياً في كل المفاهيم والتعريفات.

وقالت إننا لا نستطيع عندما نتحدث في منطقتنا عن النمو الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي دون أن نتوقف عند عامل مهم وأساسي ألا وهو الاستقرار.. فلا نستطيع بناء أي أفق تنموي في عالم مضطرب مهتز يتعرض بين الفترة والأخرى إلى هزات كبيرة ومدمرة تقوض الاستقرار وتذهب بمقدراتنا المادية والبشرية ولسنا بحاجة إلى تحديد أو توصيف هذه الاهتزازات، وان النزاع المدمر على مدى ما يزيد على الـ50 عاماً يعصف بمنطقتنا بالاضافة إلى حروب كبرى نشأت هنا وهناك وعلى سبيل المثال فإن منطقة الخليج، التي شكلت بالنسبة للمجتمعات العربية رافعة اقتصادية وحاضنة للكفاءات البشرية والعلمية، تعرضت لثلاث حروب كبرى خلال فترة زمنية لا تزيد على الـ25 عاماً، ودمرت مجتمعات بأكملها وان لبنان الذي شكل لعقود طويلة نموذجاً في التقدم والانفتاح والحرية تعرض للاحتلال والدمار والحروب الداخلية وإننا أمام هذه الصورة السوداوية والمؤلمة نستطيع أن ننظر من خلالها إلى الإرادة القوية لحكوماتنا وشعوبنا بالنهوض والتقدم وفتح آفاق المستقبل.

وأكدت اننا نتطلع إلى إنشاء مؤسسات تنموية محلية واقليمية تستطيع استشراف المستقبل ومسح الطاقات البشرية والمادية، لان عملية النهوض تستدعي حسن توظيف الطاقات البشرية والموارد الطبيعية في عملية زمنية محسوبة ودقيقة لأن حسن استخدام الزمن لا يقل أهمية عن حسن استخدام الموارد البشرية والطبيعية.