كلينتون: تنوع الاقتصاديات وربطها بالتكنولوجيا خطوة تجلت في التجربة القطرية

الشرق القطرية/ تاريخ النشر: الثلاثاء 31 يناير 2006

نوه الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون بروح القيادة التي تقدمها دولة قطر للمنطقة من أجل تحقيق الاستقرار والتنمية في بيئة مساعدة للتباحث والحوار لمستقبل الشرق الأوسط، وأكد في كلمته بالجلسة الافتتاحية لمؤتمر إثراء المستقبل الاقتصادي للشرق الأوسط أهمية ربط قضية الأمن في المنطقة بالرخاء والنمو الاقتصادي، مطالباً بتوسيع قاعدة الطبقة الوسطى والمشاركة في التجارة الحرة لخلق فرص عمل أكبر.

ولفت كلينتون الى ضرورة تنويع اقتصاديات منطقة الشرق الأوسط والاستعانة بتكنولوجيا المعلومات، منوهاً بالتجربة القطرية في هذا المجال التي تجلت في صناعات الغاز والصناعات البتروكيماوية وطالب دول المنطقة بأن تحذو حذو قطر وان تنوع اقتصادياتها مع ايلاء البىئة اهتماماً لائقاً.

وقال ان التوترات بالمنطقة ومنها الحرب على العراق تبرز الحاجة الى مصادر بديلة للطاقة تكون نظيفة، ورخيصة كطواحين الهواء، داعياً الى فتح مزيد من فرص الاستثمار والشراكات الأجنبية وفهم أوسع للشرق الأوسط.

بدأ الرئيس كلينتون كلمته بالاشادة باستضافة قطر للمؤتمر، معرباً عن تقديره لروح القيادة التي تقدمها قطر للمنطقة منوها بعلاقات الصداقة القائمة بين قطر والولايات المتحدة الأمريكية قبل واثناء وبعد فترة رئاسته، وأشار الى وجود عناوين كثيرة لجملة من الأحداث تسيطر على الساحة في الشرق الأوسط وفي مقدمتها أسعار النفط والصراع بين الفلسطينيين والاسرائيليين، خاصة في ضوء نتائج الانتخابات الأخيرة بانتصار حماس على فتح، وكذلك الصراع في العراق وكيفية تعامل الدول العربية مع ايران في ظل امتلاكها للسلاح النووي.

وقال ان هناك اموراً لا تقل أهمية عن هذه الاحداث مثل خطط تطوير مشاريع الغاز بمنطقة الشرق الأوسط خاصة في دولة قطر والتجربة الأخرى الحكيمة التي اتخذتها قطر بإنشاء أفرع للجامعات العالمية بالمدينة التعليمية بهدف تقديم خدمات تعليمية ذات بعد ايجابي وهي تطورات لا تقل أهمية عن التطورات السياسية بالمنطقة.

وأكد ان المؤتمرات التي استضافتها قطر خاصة ما يتعلق منها بالشرق الأوسط عكست وجود أجواء وبيئة مساعدة للتباحث والحوار والتفكير، وهي مبادرة تستحق التقدير وأوجدت مناخاً مشجعاً لمستقبل آمن للمنطقة ومن ثم للعالم.

وتطرق الى قضية الأمن في المنطقة، مؤكداً أهميتها وارتباطها بالرخاء والنمو الاقتصادي وهو ما يتطلب الحاجة الى توسيع قاعدة الطبقة الوسطى في المجتمع ونسبة المشاركة في التجارة الحرة والقدرة على خلق فرص عمل أكبر ومدخولات اكبر وأن هذا يتطلب زيادة في الانتاجية وتنويع مصادر الدخل وقوى عاملة اكبر عدداً.

وحدد كلينتون 6 أهداف ضرورية لتحقيق الرخاء والنمو والاستقرار بالشرق الأوسط تشمل ضرورة وضع سياسات حكومية لتوفير كل ما هو ضروري لتوفير البنية التحتية ورأس المال اللازم لخلق فرص تجارية جديدة في مجالات بعيدة عن البترول والغاز، وما يلحقها من نشاط اقتصادي، كما يجب ان يكون هناك جهد حقيقي في مجال التنظيم دون الحاجة الى وجود شركات عالمية عابرة للقارات لتحقق نجاحاً اقتصادياً.

وقال إن الولايات المتحدة خلال فترة رئاسته تمكنت من تحقيق فرص عمل عديدة من خلال مشاريع تجارية صغيرة.

والأمر الثاني الذي شدد عليه كلينتون يتعلق بانشاء نظام لاستمرارية التعليم والتدريب واعداد الكوادر وزيادة عدد الذين يلتحقون بالتعليم الجامعي، معتبراً ان قطر ضربت نموذجاً رائعاً وقدوة للبلدان الأخرى في هذا المجال.

كما دعا الى زيادة الحد الأقصى من حيث الاستفادة من العقول والخبرات، خاصة لدى النساء في الأعمال التي تحتاج للمهارة مع ايلاء اهتمام متزايد بوجود حد أدنى من الأجور ووجود ضمانات في حالة البطالة، وهو مايزيد استمرارية التدفق النقدي، مؤكداً انه لايمكن تحقيق ثقافة تجارية من دون هذه العوامل.

كما شدد على أهمية قدرة البلد على تدريب العمالة لخوض مجال أسواق المال والتجارة، كما يجب ان نركز على النظام التعليمي وكيفية ادارة تكنولوجيا المعلومات باعتباره عنصراً أساسياً في تحقيق الربحية والتنافسية، ولفت الرئيس كلينتون الى ضرورة اتخاذ القرارات اللازمة لتنويع اقتصاديات المنطقة والاستعانة بتكنولوجيا المعلومات لتحقيق النمو، منوهاً في ذلك بما اتخذته قطر في ادخال تكنولوجيا المعلومات في صناعة الغاز المسال وفي مشرعاتها الاقتصادية كجزء من ادارة العمل باستخدام اقصى طاقات التكنولوجيا الحديثة، وهو ما يتطلب وجود انظمة عصرية تحتاج الى كوادر مدربة حتى نتمكن من تنويع الاقتصاد والانتاجية.

وقال ان دول المنطقة عليها ان تتخذ قراراً واعياً لتنويع اقتصادياتها، منوهاً بالخطوة التي اتخذتها قطر بتنويع اقتصادياتها عن طريق الغاز الطبيعي المسال ومشروعات البتروكيماويات مع ايلاء البيئة اهتماماً كبيراً وايجاد طرق اكثر نجاحاً لتنويع اقتصاديات الدولة وتوفير مصادر الطاقة وفي نفس الوقت حماية البيئة.

وشدد على ان كل بلد نفطي بمنطقة الشرق الأوسط عليه ان يقوم بتنويع مصادر الطاقة واللجوء الى مصادر لانتاج الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية والغاز لانه لا يمكن الاستغناء عن النفط الذي تنتجه هذه المنطقة بصورة مفاجئة واكتشاف مصادر جديدة للطاقة دون اعداد وتخطيط مسبق وجيد.

واقترح على الدول النفطية استخراج الطاقة من مصادر بديلة كطواحين الهواء التي توفر نحو 20% من الطاقة في بعض الدول الآن مع توفير قاعدة صناعية توفر كثيراً من فرص العمل.

وأكد ان التوترات بالمنطقة ومنها الحرب على العراق تبرز الحاجة الى مصادر بديلة للطاقة النظيفة والرخيصة وعدم الاقتصار على اقتصاديات النفط من أجل مستقبل أكثر رخاءً يمكن ان تقوم فيه المنطقة بدور رئيسي كمصدر للطاقة البديلة كما هي مصدر للنفط اليوم.

ودعا الى فتح المزيد من فرص الاستثمار والشراكات الأجنبية وفهم أوسع بين دول العالم للصورة الايجابية المشرقة للشرق الأوسط بما في ذلك الدين الاسلامي.

وانتقد كلينتون في هذا الصدد الرسوم الكاريكاتيرية التي نشرت في الدنمارك وتسىء للرسول صلى الله عليه وسلم وقال ان هذه الرسوم الشنيعة ضد الاسلام لا يعقل ان تصدر في أوروبا التي شهدت صراعات كثيرة امتدت لأكثر من 50 عاماً للقضاء على الأفكار المسبقة بحق اليهود وعلى معاداة السامية.

وأضاف متسائلاً الآن ماذا يفعلون؟ هل سيحلون التعصب ضد الاسلام بديلا عن معاداة السامية، وتساءل هل يعقل ان تتم قراءة عناوين لا تعجبهم فيقوموا بتعميم أمور على أمة بأكملها وعلى دين بأكمله، وقال ان مثل هذه الشراكات واللقاءات ضرورية لتقويض هذا الكم من الجهل الذي يتحصن بالعقول.