في مؤتمر عن «إثراء المستقبل الاقتصادي للشرق الاوسط» ... وزير خارجية قطر وكلينتون ينتقدان الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للإسلام


الحياة/31-1-2006م
فرض فوز «حركة المقاومة الاسلامية» (حماس) في الانتخابات التشريعية الفلسطينية وقضية الرسوم الكاريكاتورية في الدنمارك المسيئة الى النبي محمد (ص) وجودها بقوة في مؤتمر «اثراء المستقبل الاقتصادي للشرق الأوسط» الذي بدأ في الدوحة أمس وتنظمه وزارة الخارجية القطرية بالتعاون مع «مركز بيل للعلاقات الدولية» في جامعة كاليفورنيا.
وفي أول تعليق قطري وخليجي من نوعه حول موقف أميركا والدول الغربية من فوز «حماس» والتهديد بقطع المساعدات عن السلطة الفلسطينية، قال النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني للصحافيين إن «حماس جاءت (الى السلطة) من خلال صناديق الانتخاب والديموقراطية، والغرب يطلب أن يكون كل شيء ديموقراطيا، فعلينا أن نقبل بما تأتي به الديموقراطية «.
وتساءل الشيخ حمد «لماذا نجزع الآن من أن حماس في السلطة، واذا نحن مختلفون مع «حماس» نقول لهم نحن في رأينا هناك أشياء يجب ان تتغير». واضاف «حماس الآن تختلف عن حماس المقاومة، ويفترض أن تكون مسؤولة عن كيفية ادارة الأراضي وكيفية المساهمة في السلام بشكل جدي».


وسئل الوزير القطري عن قضية الرسوم الكاريكاتورية المسيئة الى الرسول (ص) في الدنمارك فقال إن «الاساءة لأي دين غير مقبولة، وقطر لا تقبل أي نوع من الاساءة الى أي دين، ومثلما هم يهتمون بدياناتهم نحن أيضا نهتم بديانتنا»، وأضاف «أعتقد أنه يجب الابتعاد عن الأشياء التي تؤثر في أنفس الناس والمجتمع، سواء المجتمع الاسلامي أو المسيحي أو اليهودي». ودعا الى عدم المس بالأنبياء وقال «إن الأنبياء في الاسلام لهم قدسية ونتمنى أن يكون الطرف الآخر يعاملهم بهذه الطريقة».


وفي أقوى هجوم وتنديد من نوعه وجه الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون من الدوحة انتقادات شديدة الى الرسوم الدنماركية، وقال في نقاش مفتوح شارك فيه وزير الخارجية القطري عقب الجلسة الافتتاحية للمؤتمر إن «هناك جهلاً في العالم بالشرق الأوسط وخصوصاً بالدين الاسلامي»، ورأى أن ما حدث في الدنمارك «مثال سيىء»، واصفاً الرسوم بأنها «بشعة» و «مناوئة للاسلام»، وندد كلينتون بـ «جهل يتحكم في العقول» في أوروبا، لافتاً الى أن «الحملة كانت موجهة خلال خمسين عاما مضت ضد السامية والآن سيحيلون التعصب ضد الاسلام بدلاً من معاداة السامية».


وكان وزير الخارجية القطري شدد لدى افتتاحه المؤتمر على أن الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي اللازم لتحقيق النمو الاقتصادي لدول المنطقة يرتبط بقوة بتحقيق الاستقرار السياسي فيها، ودعا الى إبعاد المنطقة عن الأزمات والصراعات. وربط بين الاستقرار في المنطقة والاستثمار، ورأى أن الاستقرار يحتاج الى الديموقراطية والدور الشعبي في اتخاذ القرار ومحاربة الفساد.