الرميحي: لن يكون هناك تبادل تجاري مع إسرائيل دون تحقيق السلام العادل

كتب - طارق الشيخ : اختتم مؤتمر اثراء المستقبل الاقتصادي للشرق الأوسط اعماله بجلسة تم من خلالها تقويم شامل لكل ماجري تناوله بالمؤتمر والتعرض للاتجاهات العامة التي تم بحثها خلال اليومين من انعقاد المؤتمر. وجاءت الجلسة الختامية بعنوان (الرؤية المستقبلية: مناقشة فحوي المناقشات واهمية النتائج ). وركز د. ستيفن سبيغل الذي رأس الجلسة في التقديم علي أهمية التعاون العربي الاسرائيلي كظاهرة طبيعية ونتيجة طبيعية للعديد من السنوات من التعاون بين الطرفين. وفيما يخص موضوع الثقافة قال ان المهمة العملية المطلوبة هي ترجمة بعض الافكار التي تمت مناقشتها علي مدي اليومين الماضيين في خطط عملية محددة لتنفيذ تلك الافكار. وقال ان علينا البدء من النقاط التي يمكن ان تحدث تقدما في الاقتصاد وتفعيل الافكار والتغيير في الجوهر. فالمؤتمر يتطلع لمستقبل اقتصادي متطور وهذا لايمكن ان يتم بمعزل عن المستقبل السياسي للمنطقة. واضاف بأن التعاون الاقليمي مطلوب إن عاجلا أم آجلا وليس فقط في منطقة الخليج وانما علي كل المنطقة العربية. وهذا لايمكن تحقيقه الا عبر الاجماع بين الدول علي ذلك. وقال ان احدي مميزات وضع خطة عملية لابد ان تبرز التداخل بين الاقتصاد والسياسة والامن وتشجيع منظور متكامل يتعلق بالقضايا السياسية والامنية والاقتصادية.
 
وقال ان من بين الموضوعات التي جري التركيز عليها خلال يوم أمس موضوع البيئة ودور ومسئوليات الدول بالمنطقة من اجل سلامة البيئة في المنطقة. وقال من اهم الموضوعات التي يجب ان تشغل بالنا موضوع السلامة البيئية الاقليمية وتحويلها الي خطط عملية في المستقبل.
وقد تبادل الحديث في الجلسة د. ارنولد كانتر رئيس مجموعة سكاوسكروفت ، د. تشارلز كوبشان استاذ بجامعة جورج تاون وعضو بمجلس العلاقات الخارجية الامريكي و كذلك د. دانيال كورترز من جامعة برينستون والسفير السابق لامريكا في مصر واسرائيل.

وقال ارنولد كانتر ان هناك تكاملا اقتصاديا في المسائل البيئية في العالم بعد الحرب العالمية الثانية. واضاف بأننا يجب ان نأخذ العبرة من التجارب التي مرت بها بعض الاقتصادات في العالم مثل اليابان وان التكامل الاقتصادي قد يكون حساسا للوصول الي التكامل بين الدول.
 
وقال انه لما كان معنيا بدراسة المسائل الامنية في دول الخليج فإنها المرة الاولي التي يعود فيها الي المنطقة وقد لمس حجم التقدم القليل الذي احرز في مجال التعاون الامني ويبدو ان المسألة تسير الي الوراء في المنطقة بعيدا عن التعاون والتكامل في المنطقة. وهناك تكامل اقتصادي نعم ولكن يجب ان يكون هناك ايضا تكامل أمني.

وقال محمد بن عبدالله الرميحي مساعد وزير الخارجية لشؤون المتابعة في كلمته الختامية اننا هنا نبحث المستقبل الاقتصادي للمنطقة ولن أضيف الكثير من الاشياء الي ماتم قوله بالامس او خلال الايام الثلاثة للمؤتمر.

وتحدث حول ثلاث نقاط مهمة تتعلق بالتجارة والصناعة ثم الطاقة والتي يتم الحديث عن التغيير بها لاثراء المستقبل في الشرق الاوسط. وعلينا ان نخلق الأمن وحقوق المرأة والتعليم والتدريب والتعاون الدولي مع المنطقة. وقد تحدث سعادة وزير الطاقة والصناعة حول هذه النقطة وقال ان النفط الخام ليس ملكا للدول وحدها وانما ملك للمستهلكين فيما بعد. وقال الرميحي بأن الأمن في المنطقة ليس مسؤوليتها وحدها وانما مسؤولية عالمية.

وحول التعاون البيني الاقليمي قال الرميحي نحن نتحدث عن التعاون مع اسرائيل وهو ليس بالأمر الصعب لأن اسرائيل ليست الدولة الأهم في المنطقة لكنها قد تكون أكثر الدول المنتجة للتكنولوجيا والخدمات. ويتم تصنيفها عاليا في المنطقة. لكن يجب عليهم في اسرائيل ان يكونوا مستعدين لدفع الثمن الآخر وهو السبب. اذ لايمكنك ان تقوم بتبادل تجاري مع المنطقة دون تحقيق السلام العادل الذي تضعه كافة دول المنطقة كشرط للتعامل مع اسرائيل. ولذلك لابد من الطرفين ان يسيرا معا من اجل التوصل الي اتفاق حول هذا الموضوع ومن ثم نتحول الي مناقشة التجارة ومن الصعب تناول التجارة من دون ان يتحقق الشرط الذي نتمسك به فالسلام سابق للتجارة.
 
وقال الرميحي ان الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية قد أشار الي أنه لايمكن مناقشة التجارة بعيدا عن السياسة وعلينا التفكير في هذا المنحي. وأشار الرئيس بيل كلينتون الي نقطة هامة في هذا الصدد وهي امكانية هذه المنطقة من تطوير صناعة النفط والغاز والبتروكيماويات وتحويلها الي مواد ثانوية ذات فائدة للصناعات الاخري. وتحدث عن خلق طبقة وسطي وهذا أمر ليس من السهل تحقيقه فهل نخلقها وكم من الوقت سيستغرقنا لايجاد هذه الطبقة. وعلينا ان نعد الشرق الاوسط لمستقبل أفضل ليس فقط سياسيا واقتصاديا.

ودعا الرميحي الي ضرورة تفعيل الافكار التي وردت في سياق المناقشات بالمؤتمر " ونحن في دولة قطر مستعدون وجاهزون للتعاون " ولكن لابد من تحديد الآليات التي تدفع تلك الافكار وتنفيذها وجعلها واقعا ملموسا.