خلق قاعدة صناعية في الشرق الأوسط يحقق ثقلاً اقتصادياً بالمنطقة

خالد زيارة :

أكد سعادة السيد عبدالله بن حمد العطية النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الطاقة والصناعة ان حرص دولة قطر على استضافة مؤتمر اثراء المستقبل الاقتصادي للشرق الأوسط على هذا المستوى الرفيع لأن المواضيع المطروحة للبحث حساسة وتعبر عن مدى اهتمام المنظمين بموضوع الأمن الإقليمي والمستقبل الاقتصادي لمنطقة الشرق الأوسط والعلاقة المتصلة بين الطاقة ومستقبل النمو الإنساني في العالم. وقال سعادة النائب الثاني في كلمة خلال حفل عشاء على شرف المشاركين في مؤتمر اثراء المستقبل الاقتصادي للشرق الأوسط الذي ستنطلق فعالياته صباح اليوم: إن خلق قاعدة صناعية في دول الشرق الأوسط حول المواد سوف يحقق ثقلا اقتصاديا متوازنا في المنطقة يؤدي إلى استقرارها في مواجهة مختلف الظروف والتطورات وعلى كافة الأصعدة وفيما يلي نص الكلمة:

أصحاب السعادة

السيدات والسادة

الحضور الكرام

اسمحوا لي بأن أرحب بكم جميعا في دولة قطر، وأعبر لكم عن فائق سروري للقائكم بهذه المناسبة الطيبة والمهمة.

إن لقاءنا هذا يضم مجموعة كبيرة من الشخصيات الفاعلة والمهمة على مستوى الفكر والسياسة وأصحاب الاختصاص.

ضيوفنا الكرام:

لقد حرصت قطر على استضافة مؤتمر على هذا المستوى الرفيع، وذلك لأن المواضيع المطروحة للبحث حساسة، وتعبر عن مدى اهتمام المنظمين بموضوع الأمن الإقليمي والمستقبل الاقتصادي لمنطقة الشرق الأوسط والعلاقة المتصلة بين الطاقة ومستقبل النمو الإنساني في العالم، مما يضع هذه المنطقة ضمن أولويات استراتيجيات السلام والاستقرار والأمن.

أؤكد هنا اننا في هذا العالم الصغير نحتاج إلى بعضنا ونتكامل إلى درجة كبيرة.

أيها السيدات والسادة:

إن المنظور العالمي لاستهلاك الطاقة وعلاقته بالصناعة والنمو والتنمية والتجارة والتطور الاجتماعي والاقتصادي منظور قاصر، إذا لم نأخذ في الاعتبار المؤثرات الإيجابية له مثل تطور الدول النامية والنمو في الدول الأقل نمواً في العالم، وتنشيط اقتصاديات الدول المتقدمة والمصدرة للتكنولوجيا والخدمات.

ونلاحظ هنا ان زيادة أسعار الطاقة في العالم ستؤدي إلى ازدهار السوق، الخدمات، والمواد المستهلكة سيرافقها ازدياد مطرد في المشاريع الأساسية ومشاريع البنية التحتية، وسوف يؤدي إلى تدفق في الأموال، والاستثمارات إلى أسواق ثانوية في الدول الفقيرة صناعيا والغنية بموادها الخام وطبيعتها السياحية وكذلك في الدول الغنية.

أيها السيدات والسادة:

لقد نتج عن الصناعات النفطية تجارة جديدة وغنية لكنها لا يمكن الاعتماد على دوامها لقرون عديدة، وعليه فإن استغلال الثروة في بناء صناعات ثقيلة، وإنتاج صادرات مصنعة أو نصف مصنعة سوف يختزل حركة الدورة الصناعية وتسرعها ويضمن استقرار وانخفاض أسعار المواد الثانوية الجاهزة للصناعة.

من جهة أخرى فإننا نعي جميعاً اليوم أهمية هذه المادة للعالم، لقد أصبحنا نوجه جهودنا إلى حماية الأسواق وضمان الإنتاج والتأكد من استقرار وعدالة الأسعار، إن المادة الخام ليست فقط ملك للمصدر ولكنها أيضاً حيوية ومهمة بالنسبة للمستهلك، انها حياة واستقرار اقتصاد صناعة شعوب كثيرة من العالم كلنا نشترك في حمايتها وتأمينها، بحيث تؤدي الغرض الإنساني والاقتصادي لخدمة البشرية والنمو.

إن خلق قاعدة صناعية في دول الشرق الأوسط حول المواد الخام، سوف يحقق ثقلا اقتصاديا متوازنا في المنطقة يؤدي إلى استقرارها في مواجهة مختلف الظروف والتطورات وعلى كافة الأصعدة.

أصحاب السعادة

السيدات والسادة

في الختام أود أن أشكر مركز بيركل بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس واللجنة الدائمة لتنظيم المؤتمرات بوزارة الخارجية القطرية على تنظيمهم لهذا المؤتمر، وأشكر السادة المشاركين الذين حضروا من دول العالم للمشاركة، وتبادل الرأي والحوار واهتمامهم الواضح بهذا الشأن العالمي والحيوي للمنطقة.. أرحب بكم وأشكركم جميعاً.

وأتمنى لكم إقامة سعيدة في مدينة الدوحة ورجائي أن تقوموا بزيارة المدينة والصحراء في سبيل أخذ استراحات قصيرة للاسترخاء في أجواء خارجة عن طبيعة الاجتماعات.

أتمنى لكم جميعاً مؤتمراً ناجحاً وجلسات موفقة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.