31 يناير 2006 وكالة الإعلام الخارجي لدولة قطر
النائب الأول: النمو الاقتصادي للمنطقة يرتبط بالاستقرار السياسي


شدد سعادة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية على انه "يجب الاقرار بحقيقة ان الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي اللازم لتحقيق النمو الاقتصادي لدول المنطقة وتبعا في الدول الاخرى يرتبط بقوة بتحقيق الاستقرار السياسي فيها. ولذا يجب ابعاد المنطقة عن الأزمات والصراعات والعمل بمثابرة جادة وبخاصة من الدول الفاعلة في المحيط الدولي لحل ما تشهده المنطقة منها على اساس قواعد ومبادىء الشرعية الدولية".
جاء ذلك في كلمة ألقاها بالجلسة الافتتاحية لمؤتمر اثراء المستقبل الاقتصادي للشرق الأوسط في 30 يناير/ كانون الثاني 2006، بحضور أكثر من مائتين وخمسين مشاركا من المهتمين بشؤون المنطقة من دول الشرق الاوسط واسيا والدول العربية والاوروبية والولايات المتحدة الامريكية وبخاصة الدول المهمة اقتصاديا والمستهلكة للطاقة وتلك المستفيدة من مدخولات النفط المالية.
وأكد سعادة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية ان منطقة الشرق الاوسط بشكل عام ومنطقة الخليج العربي خصوصا هي منطقة ذات اهمية استراتيجية استثنائية فريدة تتداخل فيها عوامل التأثير السياسية والاقتصادية والامنية بشكل فريد الأمر الذي يجعلها محط انظار واهتمامات المجتمع الدولي.

واوضح سعادته ان اهمية هذه المنطقة تنبع من العديد من الأسباب والعناصر الجوهرية ومن ابرزها ما تتمتع به من موارد اولية غنية وحيوية لاقتصاد العالم وديمومته كالنفط الخام والغاز الطبيعي، فضلا عن تميز المنطقة بموقع جغرافي يكون صلة الوصل بين قارا ت العالم.

وقال سعادة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية ان مخزون الطاقة في المنطقة هائل جدا حيث يقدر احتياطي دول الاوبك من النفط مثلا وغالبيتها من دول الخليج العربية وايران بحدود 70 في المائة من الاحتياطي العالمي ويقدر احتياطي الغاز فيها بحدود نصف احتياطي العالم، مشيرا الى ان الاحتياطي الأكبر للغاز يوجد في قطر وايران.

ونوه بأن هذه المصادر تشكل العنصر الفاعل لأي عملية منشودة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في العالم وان تحقيق النمو الاقتصادي على الصعيد العالمي مرهون بالوصول الى هذه الموارد، لافتا الانتباه الى ان هذه الحقيقة تدفع الى الاهتمام بجملة من العناصر المترابطة.
واوضح سعادته ان من بين هذه العناصر الاهتمام باقتصاديات دول المنطقة لأن تحقيق النمو الاقتصادي والصناعي فيها ينعكس ايجابيا بحكم العلاقة التبادلية بين اقتصاديات الدول المختلفة على الصعيد العالمي، كما ان نجاح دول المنطقة فى خططها التنموية في الميدانين الاقتصادي والاجتماعي يؤثر الى حد كبير في تأمين الاستقرار السياسي وبالتالي يعود منه نفع عام من خلال الاستثمار الامثل للموارد الاقتصادية والمالية.


واستطرد قائلا "ان توفر الموارد المالية الهائلة لدول المنطقة من خلال انتاج الطاقة بصورة امنة يوفر امكانية تدفق رؤوس الاموال الى الدول الاخرى وبالاخص منها الدول النامية والاقل نموا والدول الصناعية الكبرى بما يوفر تنمية متوازنة على الصعيد العالمي، مؤكدا ضرورة تمكين دول المنطقة من امتلاك ناصية العلم والتكنولوجيا والخدمات وكذلك انشاء الصناعات بالقرب من مواقع الانتاج لأن ذلك وسيلة اساسية في رفع مستوى تلبية الاحتياجات العالمية والبشرية للمستقبل وتأمين قاعدة صناعية وانتاجية منخفضة التكاليف.