النائب الأول : أهمية استراتيجية استثنائية فريدة لمنطقة الخليج

الراية القطرية

تابع الجلسة - مصطفي البهنساوي : افتتح سعادة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية صباح امس بفندق ريتز كارلتون فعاليات مؤتمر اثراء المستقبل الاقتصادي للشرق الاوسط بحضور اكثر من مائتين وخمسين مشاركا من المهتمين بشؤون المنطقة من دول الشرق الاوسط واسيا والدول العربية والاوروبية والولايات المتحدة الامريكية .واكد سعادة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في كلمة القاها بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر ان منطقة الشرق الاوسط بشكل عام ومنطقة الخليج العربي خصوصا هي منطقة تمثل اهمية استراتيجية استثنائية فريدة تتداخل فيها عوامل التأثير السياسية والاقتصادية والامنية بشكل فريد الامر الذي يجعلها محط انظار واهتمامات المجتمع الدولي0 واوضح سعادته ان اهمية هذه المنطقة تنبع من العديد من الاسباب والعناصر الجوهرية ومن ابرزها ما تتمتع به من موارد اولية غنية وحيوية لاقتصاد العالم وديمومته كالنفط الخام والغاز الطبيعي 00 فضلا عن تميز المنطقة بموقع جغرافي يكون صلة الوصل بين قارات العالم وخطوط مواصلاته ولهذا تنطلق منها جملة من التفاعلات السياسية والامنية والاجتماعية والثقافية التي تتجاوز حدودها وجوارها0وقال سعادة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية ان مخزون الطاقة في المنطقة هائل جدا حيث يقدر احتياطي دول الاوبك من النفط مثلا وغالبيتها من دول الخليج العربية وايران بحدود 70 في المائة من الاحتياطي العالمي 00 ويقدر احتياطي الغاز فيها بحدود نصف احتياطي العالم 00 مشيرا الي ان الاحتياطي الاكبر للغاز يوجد في قطر وايران0 ونوه بان هذه المصادر تشكل العنصر الفاعل لاي عملية منشودة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في العالم وان تحقيق النمو الاقتصادي علي الصعيد العالمي مرهون بالوصول الي هذه الموارد 00 لافتا الانتباه الي ان هذه الحقيقة تدفع الي الاهتمام بجملة من العناصر المترابطة0 واوضح سعادته ان من بين هذه العناصر الاهتمام باقتصاديات دول المنطقة لان تحقيق النمو الاقتصادي والصناعي فيها ينعكس ايجابيا بحكم العلاقة التبادلية بين اقتصاديات الدول المختلفة علي الصعيد العالمي 00 كما ان نجاح دول المنطقة في خططها التنموية في الميدانين الاقتصادي والاجتماعي يؤثر الي حد كبير في تأمين الاستقرار السياسي وبالتالي يعود منه نفع عام من خلال الاستثمار الامثل للموارد الاقتصادية والمالية0 واستطرد قائلا ان توفر الموارد المالية الهائلة لدول المنطقة من خلال انتاج الطاقة بصورة امنة يوفر امكانية تدفق رؤوس الاموال الي الدول الاخري وبالاخص منها الدول النامية والاقل نموا والدول الصناعية الكبري بما يوفر تنمية متوازنة علي الصعيد العالمي 00 مؤكدا ضرورة تمكين دول المنطقة من امتلاك ناصية العلم والتكنولوجيا والخدمات وكذلك انشاء الصناعات بالقرب من مواقع الانتاج لان ذلك وسيلة اساسية في رفع مستوي تلبية الاحتياجات العالمية والبشرية للمستقبل وتأمين قاعدة صناعية وانتاجية منخفضة التكاليف0 كما اكد سعادته ضرورة تقنين الاستهلاك من خلال تنظيم عمليتي الانتاج والتصدير من اجل ضمان ديمومة طويلة الامد لاحتياطيات الطاقة لخدمة البشرية جمعاء خلال القرن الحالي حيث يبقي النفط والغاز الطبيعي المصدران الاساسيان للطاقة والصناعة0 وشدد علي انه يجب الاقرار بحقيقة ان الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي اللازم لتحقيق النمو الاقتصادي لدول المنطقة وتبعا في الدول الاخري يرتبط بقوة بتحقيق الاستقرار السياسي فيها 0 ولذا يجب ابعاد المنطقة عن الازمات والصراعات والعمل بمثابرة جادة وبخاصة من الدول الفاعلة في المحيط الدولي لحل ما تشهده المنطقة منها علي اساس قواعد ومباديء الشرعية الدولية 0
من جانبه أعرب الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون في الجلسة الافتتاحية عن شكره لدولة قطر لاستضافتها هذا المؤتمر وغيرها من المؤتمرات الهامة00 كما اعرب عن تقديره لروح القيادة التي تقدمها قطر للمنطقة00 منوها بعلاقات الصداقة القائمة بين قطر والولايات المتحدة الامريكية قبل واثناء وبعد فترة رئاسته0 واشار السيد كلينتون في كلمته الي وجود عناوين كثيرة لجملة من الاحداث تسيطر الان علي الساحة الدولية مثل ارتفاع اسعار النفط والصراع في الشرق الاوسط ونتائج الانتخابات الفلسطينية الاخيرة وتطورات الاوضاع في العراق وبرنامج ايران النووي00 لكنه راي ان هناك قضايا اخري لا تقل اهمية عن كل ذلك وتستحق الوقوف عندها مثل خطط وتطوير مشاريع الغاز خاصة في دولة قطر واستضافتها للعديد من افرع مراكز الجامعات

العالمية بهدف تقديم خدمات تعليمية ذات ابعاد ايجابية0 وفي سياق تحدثه عن اوضاع المنطقة اشار الي انه شارك قبل عامين في منتدي امريكا والعالم الاسلامي بالدوحة الذي كان فرصة للحوار والتفاؤل وتبادل الافكار وارضية مشتركة اكثر مما توقع المشاركون 00 معربا عن شكره لدولة قطر لما تقوم به من دور في هذا المجال0 ورأي الرئيس الامريكي السابق ان هناك مستقبلا ينتظر منطقة الشرق الاوسط في القرن الحادي والعشرين اكثر مما يتخوف منه البعض00 وتطرق في هذا الصدد الي اهمية تحقيق الامن والرخاء في المنطقة بشكل عام00 مشيدا بما تحقق من في دولة قطر من تنمية مهمة ونمو اقتصادي كبير00 داعيا الي ايجاد فرص العمل وزيادة الدخل لدي الفرد في سائر بلدان المنطقة الامر الذي يتطلب زيادة في الانتاجية وتنويع مصادر الدخل وتوفير العمالة الماهرة والمدربة وتوسيع قاعدة الطبقة الوسطي في المجتمع 0وحدد السيد كلينتون عدة نقاط لتحقيق الرخاء والنمو والاستقرار الاقتصادي في منطقة الشرق الاوسط تشمل وضع سياسات حكومية ضرورية لتوفير البنية التحتية وتوفير رأس المال اللازم بما يساعد في خلق فرص تجارية متنوعة بعيدة عن تلك التي لها علاقة بالنفط0 كما تشمل اهمية وجود جهد حقيقي في مجال التنظيم لتحقيق النجاح الاقتصادي من خلال تشجيع الشركات والمنشات والمشاريع التجارية الصغيرة بالاضافة الي انشاء نظام لاستمرارية التعليم وتدريب الشباب واعداد الكوادر وزيادة عدد الذين يلتحقون بالتعليم العالي00 واعتبر قطر نموذجا رائعا وقدوة حسنة للبلدان الاخري في هذا الصدد0 ودعا الي زيادة الحد الاقصي من حيث الاستفادة من العقول والخبرات وخاصة لدي النساء في الاعمال التي تحتاج للمهارة مع ايلاء اهتمام متزايد لمسالة الحد الادني من الاجور والبطالة مع تدعيم قدرات المصالح التجارية الصغيرة وتدوير المال في الدورة الاقتصادية وتوفير ثقافة تجارية وادخال تكنولوجيا المعلومات كعنصر اساسي في النشاط الاقتصادي لتحقيق انتاجية اكبر وبالتالي ربحية اكثر0 ونوه السيد كلينتون من جديد بضرورة اتخاذ القرارات اللازمة لتنويع اقتصاد المنطقة00 مستشهدا بذلك بدولة قطر التي جعلت من الغاز الطبيعي المسال احد مصادر دخلها واستغلال هذه الطاقة دون الاضرار بالبيئة0 وتطرق الرئيس الامريكي السابق الي الجهل العالمي بحقيقة الاوضاع والصورة الجيدة الموجودة في العالم الاسلامي00 واشار في هذا الصدد الي الرسوم الكاريكاتورية التي نشرت في الدنمارك ووصفها بالشنيعة لانها تمثل تعصبا ضد الاسلام مما يدل علي مدي الجهل الذي يقوض قدرة العقول0
وفي رده علي اسئلة المشاركين خلال النقاش الذي دار اثناء الجلسة الافتتاحية اكد سعادة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية علي اهمية اعادة الاستقرار والامن الي العراق واعادة اعماره00 منوها بأن بناء العراق في ظل ما عاناه من صعوبات امر مهم لانه بلد غني ولديه موارد كثيرة0 واضاف : اننا ملتزمون بمساعدة اشقائنا في العراق واعادة بنائه وتحقيق الاستقرار السياسي فيه00 مشيرا الي ان استقرار هذا البلد من شانه ان يجلب له الاستثمارات الخارجية وبالتالي انتعاشه اقتصاديا0 وفي اجابته علي سؤال لاحد المشاركين في المؤتمر قال سعادته ان الاستقرار ضروري للمنطقة لكنه يحتاج للعديد من العناصر التي تضمن استمراره لفترة طويلة مثل توفير المناخ الديمقراطي واتخاذ القرارات الديمقراطية ومحاربة الفساد وتحقيق الازدهار الاقتصادي باعتبار ذلك من الامور المهمة لامن المنطقة واستقرارها وابعاد الخوف من الاستثمار فيها0 واشار الي انه بالرغم من حالة عدم الاستقرار التي تسود المنطقة الا ان دولة قطر قررت الاستمرار في مشاريعها التنموية ولديها في ذات الوقت علاقات مع جميع جيرانها وتعمل علي فصل السياسة عن الاقتصاد مع توفر الخبرة اللازمة لديها00 كما انها سعت الي الاستثمار في الاراضي الفلسطينية رغم عدم استقرار الاوضاع هناك0وحول الدور الذي تلعبه المرأه القطرية في تسيير عجلة الاقتصاد الوطني اجاب سعادة النائب الاول بقوله ان المراة القطرية حاضرة وموجودة في جميع مرافق العمل الي جانب الرجل وان دورها مؤثر علي صعيد الاقتصاد واستقرار الاسرة وتحسين ظروفها الحياتية ونحن سعداء بذلك وهنالك الكثير لعمله وخلال الخمس سنوات القادمة ستكون الامور مختلفة عما هي الآن0 ولفت سعادته الي ان المراة القطرية قد شاركت ناخبة ومرشحة في الانتخابات البلدية وفي غرفة التجارة والصناعة وستشارك ايضا في البرلمان القادم00 واوضح ان من المهم ان يتقبل الشعب القطري ذلك كما ان الحكومة لا تضغط في مثل هذه الامور0

وفي اجابته علي سؤال يتعلق بفرص العمل والاستثمار بالمنطقة في مجالات جديدة مثل التكنولوجيا الحديثة قال سعادته ان المشكلة تكمن في ان شعوبنا لم تبلغ مستوي كافيا من الابداع وتريد الحصول علي الامور بطريقة سهلة00 منبها الي ان ما يأتي بسهولة يذهب كذلك بسهولة0 واشار بهذا الخصوص الي ان حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني امير البلاد المفدي ارتأي انشاء المدينة التعليمية وتنويع مصادر المعرفة ووضع الاسس اللازمة لخلق فرص العمل00 لافتا الي ان الاستثمار في مجال التكنولوجيا بالمنطقة يعاني من الافتقار لمن يخاطر براس المال0 ومن ناحيته دعا الرئيس الامريكي السابق كلينتون في رده علي اسئلة المشاركين الي ضرورة انجاح جهود بناء العراق واحلال الامن والاستقرار في المنطقة وتنويع مصادر الدخل فيها وتطوير النظم التعليمية واستخدام التقنية العالية واشراك المراة في سوق العمل00 مشيرا الي ان دولة قطر تعد نموذجا من حيث الاستقرار والنماء الاقتصادي والعمراني00 وقال انه زار احدي المدارس القطرية والتقي بالطلاب ولمس مدي مشاركة النساء في مواقع المسؤولية معتبرا كل تلك الامور مشجعة وتستحق الدعم والثناء0
كما أكد كلينتون علي ضرورة ان نولي اهتماما كبيرا بتدريب الكوادر خاصة الشباب ليخوضوا مجال العمل والتجارة والمال .. مشيرا الي ان الي ضرورة التركيز علي النظام التعليمي وتكنولوجيا المعلومات لانها العنصر الأساسي في تحقيق الربحية والتنافسية.