رأي الراية .. حوار الأديان ضرورة ملحة

يؤكد التزام دولة قطر على الاستمرار في تنظيم مؤتمرات حوار الأديان على مدى السنوات القليلة الماضية واستضافة مئات العلماء ورجال الدين من أتباع الديانات السماوية الثلاث الحرص الكبير على التواصل ومعرفة الآخر والإيضاح والتفاهم لتحقيق الأهداف السامية التي ترفع من قدر الإنسان وتصون كرامته، فالحوار الذي يجري في الدوحة سنويا بين أتباع الديانات السماوية يعد حوارا عمليا وواقعيا يهدف إلى تحقيق التعايش بين الناس بكرامة وعدل وأمن وسلام.

مؤتمر الدوحة التاسع لحوار الأديان الذي يعقد تحت عنوان "وسائل التواصل الاجتماعي وحوار الأديان نظرة استشرافية" مقاربة جاءت في مكانها وزمانها المناسبين، فالمنطقة العربية تشهد ثورات وتحولات كبيرة لعبت فيها وسائل الاتصال الاجتماعي دورا مهما في إنضاجها كما أنها حولت العالم إلى قرية صغيرة أصبح معها معرفة الآخر قضية بديهية لا غنى عنها، فالآخر المختلف ثقافيا أو دينيا أصبح يؤثر في حياتنا جميعا إيجابا أو سلبا شئنا أم لم نشأ.

إن الإيمان بالله الواحد الأحد هو القاعدة الأساسية التي تنطلق منها الرسالات السماوية فهو الذي خلقنا واستخلفنا في الأرض لعمارتها وسلوك العمل الصالح فيها لإقامة العدل وإشاعة مكارم الأخلاق ومن هذا المنطلق تقع على الجميع واجبات محددة ومسؤوليات مشتركة لتحقيق علاقة بين أتباع الديانات الثلاث تقوم على أسس من الاحترام المتبادل وحسن التعامل الذي يغرس الايجابيات في القلوب ويحد من تقصير السلبيات بما يحقق أفضل النتائج للإنسانية التي تضمنا جميعا أمما وشعوبا.

إن تطور تكنولوجيا الاتصالات بات يقتضي إيجاد ميثاق شرف عالمي يهدف إلى عدم الإساءة للمقدسات والأديان من خلال وسائل الاتصال الاجتماعي فنظرة بسيطة لبعض مواقع الاتصال الاجتماعي من "فيس بوك وتويتر واليوتيوب" تؤكد على ضرورة أن تتصدى القيادات الدينية وعلماء الدين العاملين في مجال حوار الأديان لدورهم في السعي للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي كإحدى الطرق الرئيسية والمهمة في الحوار والتواصل فيما بينهم ومع أتباعهم ومن ثم وضع القواعد والقوانين المناسبة للاستخدام الأمثل لهذه الوسائل والحيلولة دون إساءة استخدامها في إثارة الكراهية الدينية والنعرات العنصرية والعرقية والتأكيد على دورها كأداة مهمة للتواصل والتعارف بين أتباع الديانات السماوية الثلاث.

الراية 25 / 10 / 2011