الدوحة مقصد للحوار والانفتاح والتلاقي

يكتسب مؤتمر الدوحة التاسع لحوار الأديان أهمية خاصة كونه ينعقد تحت عنوان (وسائل التواصل الاجتماعي وحوار الأديان.. نظرة استشرافية) مما يجعل أعماله تدور في صميم مجريات الواقع العربي، الذي يشهد ربيعاً شاملاً بفعل استخدام الشعوب لوسائل التواصل الاجتماعي مثل "تويتر" و"فيس بوك"، وبذلك يكون المؤتمر خطا خطوات نوعية في إخراج أعماله وجلساته من إطار أهل الاختصاص من رجال الأديان والأكاديميين إلى الجمهور الواسع بمختلف شرائحه، بحيث تصله رسالة حوار الأديان السماوية الهادفة للانفتاح والتفاهم والتفاعل بدلاً من الاختلاف والتصادم.
ومثلما كانت قطر السباقة في إطلاق مؤتمر حوار الأديان قبل تسع سنوات لتكسر في حينها جدار الانغلاق بين الشعوب، وتصحح مساراً خاطئاً ساد في تلك الفترة وهو صدام الحضارات لتثبت للجميع أن حاجة العالم إلى حوار الحضارات والثقافات وأهمية التلاقي بين الشعوب، فهي أيضا السباقة في استثمار وسائل التواصل الاجتماعي كوسيلة لتعزيز الحوار بين أتباع الديانات السماوية والتقريب بينها في العديد من المسائل، والتركيز على القواسم المشتركة بينها.

إن أهمية استثمار مواقع التواصل الاجتماعي كونها تساعد على نشر الوعي والثقافة الدينية باعتبار أن الجهل بالآخر والصورة النمطية المترسخة في العقول هما المصدر الوحيد للكراهية بين الأديان الثلاثة، ولذلك فإن عملية إكساب الناس المعرفة التامة بالآخر عبر وسائل الاتصال الحديثة تصبح هدفاً قائماً بذاته لكي نتمكن من التغلب على الجهل الذي يتسبب بالكثير من الأزمات.

لقد قدمت قطر للعالم تجربة حضارية لنشر ثقافة حوار الأديان عبر المؤتمر السنوي وعبر مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان مما جعل الدوحة وجهة لكل المخلصين من الشرق والغرب ومن مختلف أتباع الأديان السماوية لتبني الحوار بديلاً للصراع، وسبيلاً للخروج إلى آفاق رحبة وتحقيق نتائج مثمرة.

الشرق 25 / 10 /2011