الخميس 11 كانون الأوّل/ ديسمبر 2014م
تحتضن الدوحة، الخميس، فعاليّات مُؤتمر "حلف الناتو وأمن الخليج"، الذي يُعقد بمُناسبة الذكرى العاشرة لـ"مُبادرة اسطنبول للتعاون"، ويتواصل على مدى يومين، تناقش فيه العديد من القضايا التي تمسّ الأمن والسلم في المنطقة.
ووصل، مساء الأربعاء، إلى الدوحة، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ينس ستولتنبرغ، ومُساعدوه وعدد من السفراء المُعتمدين لدى الحلف، الذين يزورون البلاد للمُشاركة في المُؤتمر وفق موقع الخليج أونلاين.
وأعلن حلف شمال الأطلسي، في بيان، زيارة ستولتنبرغ للدوحة، وأنه سيترأس في الزيارة وفداً من سفراء "الـناتو"، وسيُلقي كلمة "هامة" في مُؤتمر الحلف حول الأمن في منطقة الخليج.
وسيُشارك في المُؤتمر الممثلون الدائمون لمجلس شمال الأطلسي، ومسؤولون رفيعو المُستوى من "الناتو"، وعدد من الحكومات وبعض كبار الأكاديميين من منطقة الخليج.
يُذكر أن حلف شمال الأطلسي أطلق في عام 2006م "مُبادرة اسطنبول للتعاون"، لتعزيز علاقات التعاون والشراكة الأمنيّة مع دول الخليج والشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
والتقى مُساعد وزير الخارجيّة للشؤون الخارجيّة محمّد بن عبد الله الرميحي، الأمين العام لحلف "الناتو" ومُساعديه وعدداً من السفراء المُعتمدين لدى الحلف، وتمّ خلال اللقاء مُناقشة العلاقات الثنائيّة بين دولة قطر وحلف شمال الأطلسي وسُبل دعمها وتطويرها.
وفي موضوع ذي صلة، وصل إلى الدوحة، مساء الأربعاء، الفريق الركن محمد خالد الخضر رئيس أركان الجيش بدولة الكويت، للمُشاركة في المُؤتمر.
يُشار إلى أن المُؤتمر تنظمه وزارة الخارجيّة القطريّة بالتعاون مع إدارة الدبلوماسيّة العامة في منطقة حلف شمال الأطلسي، تحت رعاية وزير الدولة لشؤون الدفاع، اللواء الركن حمد بن علي العطيّة، حيث ينطلق بجلسة افتتاحٍ تبدأ في تمام العاشرة من صباح الخميس، في فندق الشيراتون، لِيُواصل بعدها أعماله على مدى يومين.
وسيتمّ خلال المُؤتمر مُناقشة العديد من القضايا التي تمسّ الأمن والسلم في المنطقة، ومنها التحدّيات الأمنيّة التي تواجه دول الخليج في مُحيطها الإقليمي، والصراعات الخارجيّة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.
كما يتضمّن جدول أعمال المُؤتمر إنجازات مُبادرة اسطنبول للتعاون، والتحدّيات الأمنيّة الإقليميّة، والآفاق المُستقبليّة للمُبادرة.
يُذكر أن حلف الأطلسي هو تحالف دفاعي أنشئ عام 1949 ومقرّه العاصمة البلجيكيّة بروكسل، يضمّ حالياً 28 دولة من أمريكا الشماليّة وأوروبا.
وترسم سياسات الحلف وتتخذ قراراته العليا من قبل مجلس الحلف الذي يلتقي في دورات مُنظمة، وأحياناً طارئة، على مُستويات ثلاثة: القمّة، وزراء الدفاع، وسفراء الدول الأعضاء المُعتمدين لدى مقرّ الحلف.
وبعد أحداث 11 سبتمبر 2001م اعتمد الحلف على مدّ اليد لدول ما يُسمّى بالشرق الأوسط الكبير لمُواجهة خطر "الإرهاب"، وعلى ضوء ذلك أطلق الحلف مُبادرة جديدة خلال قمّة اسطنبول في يونيو/ حزيران 2004م، وسُمّيت تلك المُبادرة بمُبادرة اسطنبول للتعاون.
وتهدف المُبادرة إلى إقامة تعاون عملي في المجالات الأمنيّة والدفاعيّة لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، ومن خلال التزام أمريكي أوروبي جديد يُوفّر نصائح خاصة بكل دولة حول إصلاحات تتعلق بمجال الدفاع، وكذلك تشجيع التعاون العسكري ومُحاربة الإرهاب عبر تبادل المعلومات، ومُكافحة انتشار أسلحة الدمار الشامل.
وجاءت الشراكة الاستراتيجيّة بين حلف الناتو ودول الخليج مُتمثلة في مُبادرة اسطنبول قبل عشر سنوات، استناداً إلى مجموعة من الاعتبارات التي تعكس رغبة كلا الطرفين في تأمين مصالحهما على نحو يُلائم طبيعة التطوّرات التي لحقت بالنظام الدولي، والتفاعلات الإقليميّة في منطقة الشرق الأوسط عموماً، لا سيّما في أعقاب انتهاء الحرب الباردة مطلع تسعينيّات القرن الماضي، وما أفرزته هذه التطوّرات من تداعيات هيكليّة وتغييرات جوهريّة، دوليّاً، وإقليميّاً، وخليجيّاً.
