المؤتمرات السابقة 

 

كلمة حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني

أمير دولة قطر

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء المصطفى الأمين

صاحب الغبطة الأب الدكتور روان وليامز،،

رئيس أساقفة كانتربري،،

أصحاب السعادة،،

الحضور الكرام،،

يسعدني أن أرحب بكم في الدوحة وأتمنى لفعاليات ندوتكم التوفيق والنجاح في تحقيق الأهداف المرجوة. ولا شك أن انعقاد ندوتكم يأتي في ظروف بالغة الصعوبة تتمثل في الحرب التي تدور رحاها في منطقتنا.

   وقد سعينا كل جهدنا لتلافيها والحد من مضاعفاتها بقدر المستطاع ، وهذا الظرف الأليم يضيف إلى ندوتكم هذه أبعادا عميقة ومعاني سامية من حيث كونها لقاء من اجل السلام وإعادة الروح للقيم العليا والمبادئ المثلى للإسلام والمسيحية على السواء .. والتي تؤمن بوحدانية الخالق عز وعلا ، وتدعو إلى التآخي والمساواة والتسامح والاعتدال ونبذ العنف واحترام حقوق الإنسان والمحافظة على كرامته وحماية حياته وممتلكاته.

  إن هذه المبادئ المثلى هي التي شكلت القواسم الأصلية المشتركة بين الديانتين والحضارتين على مدى قرون.

   ولعله من المفيد أن نذكر بأن القرآن الكريم أمرنا بألا نجادل أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن ، وبأن ندعو إلى سواء السبيل بالحكمة والموعظة الحسنة.

   ولذلك نرجو من الله أن يوفقكم في أعمالكم حتى ينتصر الحوار بين الحضارات على التحديات والعقبات ، إننا لواثقون من أن منزلتكم الرفيعة وأفكاركم المتفتحة سوف تعالج في هذه الندوة جملة المعوقات التي تعترض مسار التعاون الحضاري بين أهل الديانتين، ولعل من أشد هذه المعوقات وطأة مشكلتين كبيرتين :

أولا: الانحراف بالأديان السماوية عن جوهر رسالتها والزج بعقائدها في خدمة أغراض سياسية.

ثانيا: الحكم على أمة كاملة من خلال سلوكيات قلة من المتطرفين أو الجهلة. واتخاذ بعض أعمالهم قاعدة لتصنيف مجموع الأمة وتشويه حضارتها وتهديد مصالحها والإساءة إلى ثوابتها.

   وهذان في نظرنا هما السببان الأصليان لما نشاهده هنا وهناك من استقرار صور نمطية مغلوطة مشوهة عن الإسلام والمسيحية تتناقلها وسائل إعلام وتروج لها أقلام عنصرية حتى تتسع الفجوة بين أهل الديانتين وتحل الفرقة محل الوفاق ويحل الصدام محل الحوار.

  ولا يفوتنا في غمرة من التحولات التاريخية التي نعيشها أن نشير إلى أن منطقتنا العربية شرفها الله تعالى بنزول رسالة موسى عليه السلام ورسالة السيد المسيح عليه السلام وانبلاج فجر الرسالة المحمدية. وقد عاش العرب من مسلمين ومسيحيين ويهود في سلام وأمان وأخوة في الإيمان وتسابق في الخير والإحسان، لكن أرض الأنبياء والديانات عانت منذ نصف قرن وما زالت من انعدام الأمن والسلام والاستقرار بسبب استمرار النزاع العربي الإسرائيلي دون حل عادل نتيجة لغياب الشرعية الدولية.

الحضور الكرام،

   إننا ننتظر من ندوتكم الكثير راجين أن تتعمق حواراتكم وأبحاثكم في أصل تلك المعوقات وأن تتوصلوا إلى آليات عملية لتفعيل الحوار. وإني أغتنم هذه الفرصة لأقترح عليكم إنشاء هيئة دائمة للحوار بين الإسلام والمسيحية يكون مقرها في قطر التي تؤمن بجدوى الحوار بين الحضارات وبمبادئ المحبة والتسامح والشورى بين المجتمعات والأمم ويشرفها أن تسهم بقسطها في الجهود الرامية إلى تعميق التفاهم وزيادة التقارب والتعاون بين الدول الإسلامية وغير الإسلامية.

   وفي الختام أرجو لأعمالكم التوفيق وأتمنى لكم طيب المقام في الدوحة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

بحث

النشرة الإخبارية

لتلقي آخر أخبار الاجتماع أولا بأول أدخل بريدك الالكتروني

All rights Reserved © Conferences Organizing Committee
Site Designed and Powered By