| الشيخ تميم بن حمد آل
ثاني | |
سمو ولي العهد
بسم الله الرحمن الرحيم، أصحاب الفخامة والسمو، أصحاب المعالي والسعادة، السيدات والسادة، أرحب بكم جميعا في هذا المنتدى الهام الذي يوفر مجالا واسعا لتبادل وطرح الآراء والأفكار بحرية ومسؤولية. لقد دأب هذا المنتدى على مناقشة مسائل مثل التنمية والإصلاح والمشاركة الشعبية وحقوق الإنسان وتمكين المرأة والأمن والسلام والاستقرار في منطقتنا. نحن طبعا لا ندعي أن هذا المنتدى قد انفرد بمناقشة هذه المسائل وبالدعوة إلى ضرورة الاهتمام بها. فقد شاركه ويشاركه في ذلك منتديات ومراكز أبحاث ودراسات عديدة إقليمية ودولية تنادي بالعدالة والحرية والمساواة واحترام حقوق الإنسان وهي القيم التي نادت بها جميع الأديان السماوية والمواثيق الدولية. وفي منطقتنا اعتبرها البعض كلاما خطابيا كغيره. وحسب أن الشباب حينما يناقشها إنما يفعل ذلك لتمضية الوقت أو لملء الفراغ. ومن هنا لم تؤخذ ضرورة الإصلاحات بما يتلاءم مع مستلزمات التطور الاجتماعي والاقتصادي بجدية. ولم يتم التجاوب مع طموح الأجيال الصاعدة في بلداننا والتي ترغب بتحقيق ذاتها بكرامة وحرية. وكانت النتيجة ما نراه اليوم من ثورات شعبية تطالب بالتغيير والإصلاح باتجاه يوفر للناس حقوق المواطن والعدالة. لقد أثبتت الثورات العربية أن الشباب ليس منشغلا بمفاسد الحياة الاستهلاكية كما يبدو، وأن التوق للحرية لا يتناقض مع الثقافة والهوية العربية والإسلام كدين وكحضارة. وأكثر من ذلك بدا واضحا أن هذا السعي للحرية يرافقه توق للكرامة الفردية والوطنية والقومية. كما أثبتت الاحداث العاصفة التي شهدتها وتشهدها المنطقة العربية أن الشعوب حين تعي ذاتها وكيانها تصبح هي صانعة تاريخها ومستقبلها وان شعوبنا العربية هي من يصنع هذه الحقبة التاريخية العربية الجديدة وان العدالة لا تأتي محمولة على دبابات الاحتلال. لم تكن الحروب المبررة بفرض الديمقراطية عاملا مساعدا بل كانت عائقا كبيرا ونموذجا منفرا وكان على الشعوب أن تتجاوزه لكي تتجاوز خوفها من ان البديل للاستبداد قد يكون عدم الاستقرار في ظل احتلال اجنبي. وبالمجمل اقترح على الجميع أن يعتاد على فكرة أن المواطن العربي لم يعد يرضى بان تداس كرامته الفردية كإنسان من قبل استبداد محلي ولا أن تداس كرامة شعبه من قبل احتلال أجنبي. السيدات والسادة، نحن نتمنى أن يجري التغيير على وعي وتخطيط ومن دون هزات كبرى، وسواء جاء التغيير بالثورة أو بالاصلاح التدريجي سوف يتبين للجميع أن هناك فاعلا جديدا على الساحة هو الرأي العام العربي ، ولن يكون بالامكان فرض الاملاءات عليه. وحينها سوف ينجلي للعيان أن الرأي العام العربي أكثر تمسكا بالعدالة على المستوى الاقليمي والدولي من الانظمة ذاتها وان القضية الفلسطينية هي قضية العرب فعلا فهذا موقف الشعوب، هذا هو موقف الرأي العام العربي وهو ليس مجرد شعار رفعته بعض الانظمة العربية. لقد أكدنا مرارا أن عدم تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني والتي يجب أن يقوم عليها السلام في منطقتنا هو من أهم عوامل عدم الاستقرار ومن مسببات ظواهر التطرف والعنف في المنطقة. كما أكدنا ان التوصل الى حل عادل وشامل ودائم لهذه القضية من شأنه ان يسهم في اعادة الامن والاستقرار الى الاقليم وبالتالي سيدعم التنمية والازدهار فيه لانه اذا لم يكن الحل عادلا وشاملا فلن يكون دائما. لذلك على المجتمع الدولي ان يبذل جهدا اكبر للضغط على اسرائيل واقناعها بضرورة تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بهذه القضية لأن بقاءها من دون حل لا يهدد امن وسلم المنطقة وحدهل بل الامن والسلم الدوليين ايضا. تؤمن دولة قطر بالسلام وبالتعاون والحوار بين الشعوب والدول .وهو ايضا في مصلحتها كدولة ومجتمع. ولقد بذلت قطر كعضو في الاسرة الدولية وما زالت تبذل كل ما في وسعها للمساهمة في جعل هذا العالم اكثر أمنا واستقرارا فقامت بدور الوسيط لحل العديد من الخلافات الاقليمية واطلقت العديد من المبادرات للمساعدة في التنمية وللاغائة في حالات الطوارئ تحت مظلة الامم المتحدة. ونتوجه بالشكر للدول الصديقة التي دعمت هذه المبادرات والتي نأمل ان تنال الدعم من مزيد من الدول. وفي الختام ونحن على أعتاب مرحلة جديدة في منطقتنا ،اتمنى لكم ولمنتداكم كل النجاح والتوفيق. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
الشيخ تميم بن حمد آل تاني |