الأمير : العد التنازلي لميلاد عصر الديمقراطية‚‚ بدأ

الدوحة ــ الوطن ــ أكد حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى أن البحث عن الإصلاح والبحث عن السلام في المنطقة بإمكانهما أن يسيرا معا دون تصادم أو تعارض‚

وأوضح سموه في افتتاح أعمال منتدى الديمقراطية والتجارة الحرة بفندق الريتز كارلتون مساء أمس أنه قبل خمس سنوات لم يكن الحديث عن حرية التجارة أو الديمقراطية في الشرق الأوسط كما هو عليه الحال اليوم‚ وقال سموه ــ حفظه الله ــ إنه بالأمس كانت أصوات قليلة تراهن على ميلاد عصر الديمقراطية في المنطقة‚ أما اليوم فهناك من يراودهم الأمل في أن يكون العد التنازلي لهذا العصر قد بدأ بالفعل بعد أن انضم إلى ركب الإصلاح أنصار جدد‚

وتطرق سمو الأمير المفدى إلى تجربة دولة قطر في الإصلاح‚ وأكد في هذا الصدد الحرص على الوقوف في وجه أية تجاوزات لا تتفق والتقاليد الأصيلة للمجتمع ولا تتناسب مع ما تعيشه قطر اليوم ولا مع ما تسعى اليه في المستقبل من بناء نظام اقتصادي شفاف ينهض على أساس العدل والمحاسبة‚ وعبر سموه في هذا الصدد عن حرصه على بناء ثقافة متكاملة للتغيير من خلال تطوير مؤسسات التعليم واستكمال التشريعات الاساسية وتمكين مؤسسات الرقابة القانونية من القيام بواجباتها لانها هي السبيل المناسب لتأهيل المجتمع وتشجيع افراده على التحلي بروح المسؤولية في التعامل مع ثمرات النهضة الاقتصادية‚ واكد سموه أن النهضة الاقتصادية هي حق للجميع‚ بفضلها يشعر المواطن أنه شريك جاد في جهود التطوير فيتحمل واجباته ومسؤولياته مثلما يتمتع بكافة الحقوق التي يكفلها له الدستور‚ وعبر سمو الأمير المفدى عن أمله في أن تكون الديمقراطية في قطر والمنطقة ثقافة تشجع المجتمع على التخلي عن الافكار المستهلكة والنزول على ما يقتضيه القانون‚ ورأى سموه في الوقت نفسه ان الاقتصاد الحر ليس بمنة تقدمها الدولة للمواطنين أو بطفرة في مستوى المعيشة يجنيها الفرد دون عناء وإنما هو أسلوب حياة يتجاوز حسابات العرض والطلب الى الامتثال الكامل بميزان الحقوق والواجبات‚

وكان سعادة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية قد القى كلمة في بداية الجلسة الافتتاحية رحب فيها بالوفود المشاركة في المنتدى وقال ان الجمهور البارز من الشخصيات والمؤسسات ومراكز البحث يمثل دليلا على اهمية هذا المنتدى ويبشر بمناقشات وحوارات مثرية لصالح الديمقراطية والتجارة الحرة ستكون بلا شك عونا لنا في تلمس الطرق والاساليب الصحية في حياتنا المعاصرة‚ واضاف سعادته «لقد أصبح المنتدى منذ العام الماضي هيئة دائمة بعد ان اثبت جدواه بفضلكم ولا يخفى اننا انطلقنا منذ البداية على الايمان بالمبادرة الفكرية والحرية المسؤولة والعدالة الاجتماعية لتحقيق التطور في الحياة الانسانية»‚ واشار الى ان وقائع المنتدى تشهد للسنين الأربع الماضية بأننا واصلنا النقاش والحوار بشأن مواضيع متنوعة تفرعت منها المحاور بما يمكن من تشخيص العلل والمعوقات ويدفع باتجاه تحديد الحلول التي تعالجها‚ واوضح سعادته ان الذي يميز محاور الحديث هذه السنة هو التحديد المتخصص لمواضيع المحاور والترابط بينها بما يؤمن نظرات شمولية لمجمل الصورة‚‚ بمثل هذا التحديد يمكن ان يكون النقاش والحوار اكثر دقة في التحليل والنقد الموضوعي لمفهوم الديمقراطية والترابط القائم بينها وبين التجارة الحرة‚ وعبر عن امله في ان يوفق الجميع في بلوغ الاهداف المتوخاة من المنتدى لما فيه مصلحة وخير الجميع‚

وحضر سموه حفل العشاء الذي أقيم بفندق الريتزكارلتون الدوحة مساء أمس‚ بمناسبة انعقاد المنتدى وحضره عدد من أصحاب السعادة الشيوخ والوزراء ورئيس مجلس الشورى وعدد من أصحاب السعادة رؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدين لدى الدولة وضيوف المنتدى‚